Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

علاقة مقابل وظيفة!!

A A
هاشتاق «علاقة مقابل وظيفة» الذي أطلقه بعض مُغرِّدينا في تويتر، وشارك فيه الآلاف، بعد سويعات من انطلاقه، يؤكِّد تنامي مشكلة الابتزاز اللاأخلاقي الذي يُمارسه بعضُ أصحاب الأعمال ووسطائها ضدّ النساء العاطلات عن العمل، والمحتاجات إليه لظروفهنّ المادية الصعبة، سواءٌ كُنّ مواطنات أو مُقيمات!

ولو كان الابتزاز درجات، لكان دركها الأسفل هو الذي يستغلُّ فيه الرجلُ امرأةً محتاجةً للعمل، ويُساومها به على عِرْضِها، لأنّ المروءة الإنسانية تنعدم في هذا الرجل، هو ذكر أكثر منه رجلًا، وتحلُّ بدلاً منها الشهوانية الحيوانية والوقاحة والصفاقة!.

وهنا تحضرني عبارة ابن القيّم عن المُبتزّ، إذ يقول إنّ الهوى إمامه، والشهوة قائده، والجهل سائقه، والغفلة مركبه، وهو في تحصيل غرضه السيئ مغمور، وبسكرة الهوى وحبّ الفاحشة مخمور!.

وإن كانت الوقاية خيرًا من العلاج ألف مرّة في العموم، فإنّها في الابتزاز خيرٌ من العلاج مليون مرّة، ولن تتأتّى إلّا بالعمل الحكومي المكثّف على توفير الوظائف الكافية للنساء بأسهل من الآن، ودون محطّات مواجهة كثيرة بينهنّ وبين مسؤولي الوظائف في الجهات التي يرغبن في العمل فيها، خصوصًا القطاع الأهلي الذي يكثر فيه الابتزاز عن غيره، والضرب بيد من حديد ساخن جدًّا على المُبتزّ والتشهير به في وسائل الإعلام، فالحاجة المادية ملموسة للنساء كما للرجال، والسماء لا تُفرِّق بين رجل وامرأة في عدم إمطارها بالذهب والفضة، وتكاليف المعيشة المرتفعة تفرض على المرأة حصولها على مصدر دخل خاص بها لا يجعلها عالة، ولن يُوفِّر هذا المصدر سوى العمل، ثمّ يأتي مُبتزّ شبيه بِتَيْس يستغلّ الوضع لإشباع بهيميته، حرام يا ناس، إنّه يستحقّ العقوبة المُغلّظة، فإن أَمِنَها ليُسيئنّ الأدب، ولينتهكنّ المحارم، ولتضيعنّ النخوة والقانون، والأخلاق والعدل!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store