Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

عقارات ألف ليلة وليلة !!

A A
أستطيع القول، وليس القول المُجرّد لغرض القول فقط بل القول الصحيح الذي لا يأتيه الخطأ من بين يديه ولا من خلفه، أنّ مساهماتنا العقارية المتعثّرة تُشبه أساطير «ألف ليلة وليلة» التي حكتها شهرزاد لزوجها شهريار، لئلّا يقتلها مثل زوجاته السابقات، فجعلت الأساطير غريبة لدرجة الخيال، وجعلت انتصار الحقّ فيها على الباطل يتأخّر لزوم التشويق والتسويف والتعطيل!.

ومن مساهماتنا العقارية المتعثّرة، بل العرجاء، بل الكسيحة: مُخطّط الخضراء في منطقة الشرائع ضمن حدود الحرم في مكّة المكرّمة، الذي دفع فيه المواطنون مُدّخراتهم منذ أكثر من ٤٠ سنة، أكرّر ٤٠ سنة، لقاء شراء أراضٍ فيه حلموا ببنائها أو استثمارها، وحتى تاريخه لم يحصلوا على صكوكها لوجود مُشكلات كثيرة فيها، وتعدّيات كبيرة، ومُلّاك آخرين مثل الرزّ، وما زالت معاملاتهم تلفّ الـ ٧ لفّات بين أروقة المحاكم، وكتابات العدل، والأمانة، ولجنة المساهمات العقارية بوزارة التجارة، ولو استثمر المواطنون مُدّخراتهم في مكانٍ آخر لدرّت عليهم الملايين خلال هذه العقود الطويلة بدلاً من عشرات الآلاف التي دفعوها!.

أمّا أصحاب المُخطّط فيُقال إنّهم استلموا «فلوس» المواطنين، وكعادة أمثالهم أنشأوا بها لأبنائهم شركات ومؤسّسات تجارية تدرّ عليهم أرباحاً كبيرة، بحُكْم أنّ الألف ريال قبل أربعين سنة تُساوي مئات أضعافها في الوقت الحاضر، وأنّهم هاجروا إلى الخارج واستقرّوا فيه وتمتّعوا، وتزوّجوا وأنجبوا، واشتغلوا بالبزنس والتجارة وشراء العقارات، على حساب المواطنين الغافلين!.

وأنا هنا أطالب كلّ من له سُلْطة وصلاحية أن يُعالج جذرياً مُساهماتنا العقارية المتعثّرة، ويُعيد حقوق المواطنين الضائعة إليهم، ويُعوّضهم بفارق الأسعار، فهذا أقلّ العدل وأضعف الإيمان.. وما أروع أن تختم شهرزاد أساطيرها لشهريار بالقول إنّه قد أدركها الصباح وسكتت عن الكلام المُباح، لكن بعد حلّ مشكلة المساهمات التي أضرّت بالعباد وأحالت أحلامهم إلى سراب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store