Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رُمّان الطائف للأثرياء فقط !!

A A
أنا من عُشّاق الرُمّان، وعشقي له بدأ وأنا طفل في مدينة الطائف، وتحديداً مُذ سمعتُ من أمّي، يرحمها الله، أنّ في كلّ رُمّانة حبّة من الجنّة، فصِرْتُ أحرص على أكل كُلّ حبّات الرُمّانة، وإن سقطت واحدة على الأرض ألتقطها بدون غسْل وأستودعها فمي مثل عصفور يستودع ما يرزقه الله داخل منقاره الصغير!.

ولي مع رُمّان الطائف ذكريات طفولية جميلة، إذ كُنْتُ وأقاربي نغزو بساتينه التي للأسف خرُب معظمها الآن، ونسرق منه الكثير، سامحنا الله، وكانت المشكلة الوحيدة التي تواجهنا هي صغر جيوب ثيابنا وعدم اتساعها له، فكُنّا نُخبّئه داخل ثيابنا ونشدّ عليه بأشمغتنا فنبدو كالمرأة الحامل في شهرها التاسع، وكان رُعاة البساتين يتغاضون عنّا أحياناً لينالوا الأجر من الله!.

وفي السنوات الأخيرة، وبعد تدهور إنتاج الرُمّان الطائفي كمّاً وجودة لأسباب تتحمّل مسئوليتها وزارة الزراعة والمياه، والبلدية، لكن ليس هنا المجال لذكرها، ظهر الرُمّان اليمني كبديل للطائفي، لكنّه مثل بديل اللاعب ميسي في نادي برشلونة، هل يُنسِي الجماهير روعة ميسي؟ كلّا وألف كلّا، وكذلك اليمني لم يُنسِني روعة الطائفي، وظللت آكل اليمني غصباً عنّي، وأردّد أغنية الشحرورة صباح، التي منها:

جُنيْنة حبيبي مقصوده..

وناطورها حامل باروده..

مليانة رُمّان سعودي..

وبالأمس، زُرْت الطائف لسُويعات، وهناك دلّني أحدهم على بائع بنغالي يبيع النخب الأول من الرُمّان الطائفي، فقط للأثرياء، ولأنّني من الأثرياء، «حلوة دي؟»، خضعْتُ ودفعتُ له ٢٥٠ ريالاً لكرتونة فيها ٢٥ حبّة، أي ١٠ ريالات لكلّ حبّة، و»طِحْتُ» فيه تقشيراً وأكلاً، داعياً الله أن يهدي جهاتنا المعنية كي تهتمّ بالرُمّان الطائفي، فيعود كما كان، ثروةً وطنيةً، سائغاً ومُستساغاً، إنتاجه كثير على يد المزارع السعودي، وحجمه كبير ، وجودته رائعة، ورخيصاً لدينا، ومُصدّراً غالياً للخارج!.

آمين يا ربّ!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store