خطوات مباركة أقدم عليها مركز توثيق سيرة الملك عبدالله بن عبدالعزيز في إصدار باكورة إنتاجه بعنوان (عبدالله بن عبدالعزيز، إضاءات في سيرة ملك) للأستاذ الدكتور سعد البازعي، وسعدت بالإهداء من رئيس مجلس إدارة المركز صاحبة السمو الملكي الأميرة عادلة بنت عبدالله.
إذا كان الملك عبدالله قد رحل إلى الرفيق الأعلى فإن سيرته العطرة وإنجازاته ستظل شاهداً على أفعاله كما أن سيرة الأبطال لا يمكن اختزالها في سطور والمآثر عديدة ولا أحسب أن الكتاب قد أوفاها وربما أرادوا الأخذ بالقول:» يكفي من القلادة ما أحاط به العنق».
وسأختار بالمعيار الشخصي بعضاً مما نال تقديري وإعجابي لمآثره، لعل في طليعتها تمكين المرأة السعودية شقيقة الرجل لتأخذ دورها المأمول في عجلة التنمية، كما أنه -يرحمه الله- أعان على نشر ثقافة الحوار على المستوى الوطني والإقليمي والعالمي، وعمل ما في وسعه للتجسير بين الحضارات.
للملك عبدالله مبادرات عديدة نذكر منها مبادرته السياسية الشهيرة بشأن القضية الفلسطينية والتي تحولت فيما بعد إلى مبادرة عربية بعد تبني القمة العربية في بيروت لها، وأحسب أن هذه المبادرة هي الأكثر واقعية لكي تجمع الأطراف المعنية حولها لإيجاد السلام في المنطقة.
من جانب آخر تبنيه يرحمه الله لتأسيس جامعة نورة للبنات التي تُعد الفريدة من نوعها على المستوى العالمي من حيث المنشآت وبعض العناصر الأخرى، ثم تأسيسه لجامعة الملك عبدالله للعلوم والتقنية،وهي جامعة بحثية تضم أكثر من خمسين جنسية من مختلف بلدان الكرة الأرضية وتضم العديد من البرامج البحثية التي تخدم الإنسانية جمعاء، بعد أن تم تهيئة الأجواء المعنية على تحقيق رسالتها.
تعد توسعة المطاف التاريخية والتوسعة السعودية الثالثة للحرم المكي مفخرة لآل سعود واعتزازاً لكل سعودي ولكل مسلم على وجه المعمورة. والمقام ليس مقام تفصيل لما اتصف به من الفضائل والصفات ،وقد قمت بتأبينه رحمه الله في حينه. سنظل أوفياء لعبدالله بن عبدالعزيز ولكل ملوك هذه البلاد وندعو الله سبحانه أن يمتعه بالجنان لقاء ما قدم، ولن ننساه من الدعاء فقد أوصانا جميعاً بذلك. أسأل الله -عزوجل- أن ينصر دينه ويُعلي كلمته وأن يجعلنا وسائر إخواننا متحابين في الله، مفاتيح للخير ومغاليق للشر، وأن يوفق الله ولاة أمرنا لما فيه صلاح البلاد والعباد، إنه سميع قريب.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
