على بعد 60 كلم من مدينة أبها سقطت الطائرة، التي كانت تَقل صاحب السمو الملكي الأمير منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة عسير، وعدد من المسؤولين الحكوميين في المنطقة، الذين كانوا يقومون بجولة تفقدية لعددٍ من المشروعات التنموية في المحافظات، التابعة للمنطقة، وقد أعلن المتحدث الأمني بوزارة الداخلية العثور على حطام الطائرة المروحية، كما نعى الديوان الملكي وفاة الأمير، وقام خادم الحرمين الشريفين- حفظه الله- بتقديم التعازي لصاحب السمو الملكي الأمير مقرن بن عبدالعزيز، سائلًا المولى أن يتغمد الفقيد بواسع رحمتهِ ومغفرتهِ ورضوانه، وأن يسكنه فسيح جناته.
من تابع لحظات ما قبل سقوط المروحية، ورصد الصور والمقاطع، التي التقطت أثناء قيام سموه وفريق العمل، الذين كانوا بصحبته في جولة في محافظات المنطقة المختلفة، يرى كيف حرص هؤلاء المسؤولون على زيارة تلك المناطق الوعرة لتلمُّس احتياجاتها ومعرفة سبل دعمها وتطويرها، وكيف كانوا حتى آخر لحظة من حياتهم يبتسمون للصغير والكبير، ويحرصون على معرفة أدق التفاصيل للتحسين، ولكي يُقدِّموا أفضل ما لديهم للآخرين، وكيف يكونوا عند حسن ظن القيادة والشعب للوفاء.
دروس كثيرة يمكن أن تقدمها لنا هذه الحادثة الأليمة، وفي مقدمتها أننا لا نعرف أين ومتى سيأتي أجلنا، ولذلك فلنحرص على أن نبذل ما في وسعنا بأن نعمل كل ما يُرضي ربنا، وأن نكون مُؤدِّين للأمانة، التي أُوكلت إلينا، وأن نكون أهلًا للمسؤولية التي كُلّفنا بها، وأن نبرئ ذممنا أمام ربنا ثم أمام الآخرين، وأن نكون نموذجًا حسنًا ومميزًا- ليس في أعمالنا فقط - بل وفي جميع مجالات حياتنا، فإذا ما ذُكرنا أمام الناس في حياتنا أو بعد الممات، فنجدهم يذكروننا بخير، ويدعون لنا بالرحمة والمغفرة.
مات الأمير الشاب منصور بن مقرن بن عبدالعزيز، نائب أمير منطقة عسير، وصحبه –
رحمهم الله- بعد سقوط الطائرة، فلم تحزن عليه المنطقة فقط، بل حزنت عليه المملكة بأسرها، وتوالت رسائل النعي والدعاء له ولصحبه بالرحمة والمغفرة، ممَّن يعرفهم ومَن لا يعرفهم، كما سارع الكثير ممَّن رافقوه ورافقوا من كانوا معه وعملوا معهم جميعًا بذكر مواقفهم الرائعة وخصالهم الحسنة وجهودهم الجبَّارة في خدمة أهالي المنطقة ومتابعة معاملاتهم، والسعي لإنجازها، والوقوف مع الصغير والكبير لقضاء حوائجهم.
رحمهم الله جميعًا وأسكنهم فسيح جناته، وألهم ذويهم الصبر والسلوان، و(إنا لله وإنا إليه راجعون).
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
