Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الإسلام «المدجّن»!!

ملح وسكر

A A
كتب الزميل الدكتور/ طلال بنان مقالا منصفا جميلا في عكاظ (31 أكتوبر) بعنوان (الإسلام المتطرف!). ولعلّ إشارة الاستفهام هنا هي محور المقال الرائع الذي جاء في فقرته الأخيرة: (أعداء الإسلام يريدون إسلام طقوس، وليس إسلام سلوك وإدارة. إنهم يريدون أن يفرّغوا الإسلام من رسالته الخالدة في عمارة الكون، وإنارة العقول، وطهارة القلوب، وهدي البشرية إلى قيم الحرية الحقة والعدالة والمساواة. إنهم يريدون إسلاما يرضخ للاحتلال ويساوم على المقدسات، وتكريس فساد العقيدة وخراب الذمم).

نعم هم يريدون إسلاما «مدجّنا» محشورًا في المساجد والزوايا، لا يتنفس هواء المجتمع، ولا يصلح إعوجاج ما انحرف، ولا يرقى بمن هزل وضعف. أعداء الإسلام يريدون وضع (المواصفات) وتحديد (المساطر) وكتابة (الشروط) التي يحتكم إليها الإسلام الذي فيه يرغبون، وعن طريقه يأمرون ويوجهون. أترانا نسينا تلك النسخة (الخاصة) من ذلك القرآن (المحرّف) الذي كُتب برعاية أمريكية عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر! وكأن كتاب ربنا هو دليل المنحرفين والقتلة والمجرمين!!

إنهم باختصار يكيدون كيدا، وربنا جلّ في علاه يكيد لهم كيدا، وما أضعف وأهون كيد العبد الحقير مقابل كيد العزيز القدير!

لقد أحسن الدكتور/ طلال إذ أضاء شمعة كبيرة تنير مساحة واسعة من الظلام الذي ران على قلوب كثير من أصحاب الأهواء في المغرب والمشرق، ممن أبعدتهم الجغرافيا أو أدنتهم المزاعم والشعارات. ولولا أن هذا الدين حق من عند الله لانتهى أمره منذ أمد من شدة ما تعرض له من هجمات شديدة وضربات هائلة، ليس من الأبعدين فحسب، وإنما حتى من بعض الأقربين الذين لولا الحياء من الناس لأعلنوها وقحة صريحة أن أغدوا على حرثكم، فإن لقيصر ما لقيصر، ودعوا ما لله في الصدور والمساجد وليس بعد ذلك من شيء.

بعض بني جلدتنا لا يتردد في وصف معالم كبيرة في الشريعة بأنها (أقوال قديمة) عفا عليها الزمن، وأن تعاليم النبوة وآدابها الرشيدة مجرد قشور ليست ملزمة لا للإنسان ولا للمكان!

اللهم اهد حائرنا واحفظ ديننا وبلادنا وقيادتنا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store