Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

من طرائف الحلاقين

No Image

A A
قال الراوي أبو فروة: بالأمس القريب عنَّ لي الشوق الجميل لممارسة رياضة المشي المحببة إلى قلبي.. أثناء سيري مررت بالصدفة المحضة على صالون حلاقة في منطقة هادئة.. أرسلت نظري إلى داخل الصالون الحزين فلم أر بداخله سوى رجل أربعيني قد تسمر أمام التلفاز ليتابع مباراة كرة قدم.

قررت أن أدلف إلى الصالون لأصلح من حال شعري، والذي غلب على ظني أنه لم يحض بزبون واحد منذ ساعات طويلة، دخلت المحل وسلمت على الرجل فرد تحيتي بأحسن منها مع ابتسامة تنم عن الفرح.. قلت له مداعبًا ومهيئًا نفسي لكشف سواة رأسي: هل تحلق لمن هم صلع مثلي؟ فقال بلهجته المحلية المحببة: أمال يا بيه.. تفضل استرح.

بدأ الحلاقة بهمة عالية يدل عليها قعقعة المقص بين أنامله، وفي دقائق معدودة انتهى من المهمة الصعبة، لكن الرجل بخبرته الطويلة خاف أن أبخسه أجره نظرًا لقصر الوقت الذي قضاه في حلاقة رأسي المتآكل، فأشغل نفسه بتصيد شعيرات نبتت على أطراف أذناي.. بدأ يتصيد تلك الشعيرات بمهارة عالية وكأنه ينحت نقوش أثرية.. بعد أن انتهى ربت على رأسي بكلتا يديه ثم هم أن يحضر مرآة ليريني مؤخرة رأسي.. قلت له: خل عنك هذا الأمر يا رجل، فأنا قد عودت نفسي ألا أنظر إطلاقا إلى الخلف وأن أمضي قدمًا حيث أشاء.

تبسم ابتسامة وقال: يعطيك طولة العمر يا بيه.. قلت له وانا أدس يدي في جيبي كم أجرتك؟ فقال ببداهة متناهية: خل عنك، فالعملية كلها ما تستاهلش.. ناولته مبلغ يزيد عن حقه المعتاد، فنظر فيه نظرة المبتهج ثم قال: كثير يا بيه العملية ما تستاهلش.. قلت له مازحًا: أما نصف المبلغ فهو أجر ما حلقت لي من شعر رأسي، أما النصف الآخر فهو أجر تهذيبك لشعيرات أذناي.. ضحك ضحكة مدوية أفزعني بها ثم قال: ما تجي كل يوم وأحلق لك ببلاش.. فوالله لقد سريت عني هموم الغربة وقسوة الحياة.. قلت له: لنا لقاء إن شاء الله تعالى، ولكن لا تنتظرني قبل مرور ستة أشهر بالتمام والكمال، فقال مداعباً: إذًا أنت حلاقتك نصف حولية، قل هي كما قلت لا فض فوك يارجل يا طيب.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store