Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

شاكوش وكومبروسور !!

A A
كما شبّه وليُّ العهد، الأمير محمّد بن سلمان، الفَرْقَ في الحياة، بين مشروع المستقبل الحالم «نيوم» وبين المشروعات التقليدية الأخرى، بالفَرْق بين جوّال آي فون حديث وبين جوّال نوكيا بدائي!.

كذلك.. الفرق بين حربنا ضدّ الفساد بعد تاريخ ٤ نوفمبر الفائت، وبين نفس الحرب قبل هذا التاريخ الذي لن ينساه المواطن السعودي طيلة حياته.

أنا أزيدكم من الشعر بيتاً، ولا أحتاج قافيةً ولا سجعاً، بل صراحةً ودخولاً مباشراً للموضوع من غير «لفلفة» ودوران، وأقول إنّ حربنا ضدّ الفساد قبل هذا التاريخ كانت عبارة عن «شاكوش» بلاستيكي مثل الذي يستخدمه المُبلِّط في الدقّ الناعم على السيراميك لتركيبه في الأرض أو على الجدران، فلا يكسره من ليونته، وهذا هو المعنى، أمّا المغزى فهو أنّ الحرب بالشاكوش لا تقصم ظهر الفساد، بل تُوطِّد أركانه، وتجعله كالسيراميك المكتمل التركيب، صعب الكسر، ويُعمِّر لعقود طويلة، ويظهر بسطح نظيفٍ ومصقول ولامع، بينما ما تحته طين وعفونة وأوساخ!.

أمّا بعد ٤ نوفمبر، ولأنّ الحرب شُنّت بقوّة الكومبروسور الفولاذي الذي هو من الشدّة بمكان بحيث يُفتّت بُنيان الفساد مباشرةً من قواعده الكبيرة مثلما يُفتّت الصخور، فيُزلزلها بأعلى درجات مقياس ريختر، وعندها ستنهار لَبِنات البُنيان الصغيرة بعد الكبيرة، فإنّ هذه الحرب هي التي ستنتصر على الفساد، وستهزمه بالضربة القاضية، وستعدُّ عليه وهو صريع على أرض الحلبة ١، ٢، ٣، ٤، ٥، ٦، ٧، ٨، ٩. ١٠، دون أن يستطيع النهوض، ويستحقّ الفساد عاقبةً كهذه، فقد هرِمْنا ونحن نتفرّج عليه وهو يُحيل أحلام المواطن لسراب، ويُنغّص عليه عيْشه، ويسلبه رزقه وأرضه وثروته ومُقدِّرات بلده، ويُضعِف اقتصاده، ويجعله للفقر أقرب!.

الحرب بقوّة الكومبروسور هي ما نحتاج، ولا أزيد!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store