Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله الجميلي

هل رأى أحدكم المسؤول القاتل؟!

ضمير متكلم

A A
* بــحـسـب خبراتي وقراءاتي فإن المسئولين الذين يـصـعَــدون كراسي المناصب القيادية على أنواع في تعاملاتهم وتحركاتهم الإدارية!.

* الـنّــوع الأول: هــو الذي يــلـبَــس (طاقية الإخفاء)، حيث تغيب شخصيته، بينما مَــن يُــدير الأمور، ويصدر القرارات حقيقة هــو الموظف الأقدم في الإدارة، حيث يتم اللجوء إليه بدايةً باعتبار تاريخه الطويل في المؤسسة، وهـو القادر على انتهاز الفرصة ليفرض شخصيته، ويصبح الحاكم بأمره، ومعه تبقى (الإدارة مَـحِـلِّـك رَاوِح، وعلى طُـمَـام المرحوم)؛ لأنها تظَـلّ أَسيرةً لـفِــكر ذاك (الموظف الـخـفِــي)؛ أما (المسئول القادم)؛ فــهو مجرد ديكور لايِـهِــش ولايِـنِــش!!.

* الــنــوع الثاني : (هــو المسئول الـمُــرتَـعِــش)، وهـذا يَــخـاف حتى من صــوته ،فــروح المبادرة عنده مَــاتـت منذ ولادته؛ وبالتالي فـهـو لايُـقْــدِمُ على أية خطوة فـي إدارته إلا بعد أن يــرى غيره يفعلها؛ ولذا فـتـوجيهه الدائم: (افعلوا ما يفعله الآخـرون، فــهَـو كما يقول الـمَـثَــل» مع الـخِــيل ياشَـقـرَا»)؛ أما السبب فـ (حماية كُـرسِـيـه، وخَـوفه من الوقوع في المحذور الذي قــد يُـغـضِـب الـكبير)، وهـذا معه الإدارة ماهي إلا تابعة لغيرها، بل قــد تتراجع وتغرق عندما تقع في مستنقع أخطاء مَـن تدور في فَـلَـكِـه!.

* الـنــوع الثالث: أسميه مجـازاً (الــقَــاتِـل)، وهـذه يأتي لكرسي الإدارة ومهمته أن يَـدفِــن إنجازات مَــن سـبـقــه، بل حتى مَــسْـح خُـطَـاه وأثَــره، والبداية بتغيير مكتبه حتى لو كـلّـف ذلك الملايين، ثــم إيقاف المشاريع السابقة بأخرى جديدة حتى لو كان الثمن المليارات من المال العام؛ فالأهم عنده أن يطوي صفحـات أسَــلافِـه؛ لـيـخـلّـد من وجهة نظره (اسمه)،وهذا معه الإدارة تصبح قطعة مِـن أملاكه، يَـفْـعَـلُ بها كيف شَـاء، متى شــاء، وتخرج عن رَحَـى أهدافها ومسئولياتها، فرسالتها (تضـخيم «أَنَـا» مسؤولها)، وحَـال موظفيها الطَـاعة المطلقة، والسعي لتلميع سعادته!.

* أمـا المسئول الرابع: فــهــو ذاك المبادر، غير المتهـور، والذي يملك الجرأة والقرار،وفي الوقت نفسه يُـؤْمِـن بالـعــمَـل المؤسسي، ولذا فهو يبني خططه التطويرية عـلى الأسَـاسات التي شَـيَـدَهـا مَـن سبقه، وإن عَـدّل فيها بمقتضى ومستجدات المرحلة بحث عن أقل التكاليف، ذاك الـطَّـيــب يستثمر طاقات مَــن حــوله؛ لأنه قادر على استفزاز ما لديهم من خبرات ومهارات مـدفونة بـرُقِي التعامل ومساحات الاستشارة، وبرامج التحفيز، وهـذا المسئول تلبس معـه الإدارة في حاضرها رداء التطوير السريع، ولأنه حَــالِــم فهي في خططها المستقبلية تطمح لِـغَــدٍ فـاخر!.

* أخيراً قـد يكون هناك أنواع أخرى من المسئولين، لكـنّ أولئك هم الأبرز، والأخير هــو من تحتاجه مؤسساتنا الـخَـدمِـيّــة لـتـواكب الحِـرَاك الـفَـاعِـل الذي يعيشه وطننا. ويبقى ..فضلاً عزيزي القارئ هل صـادفْـتَ أحد أولئك أو غيرهم في مسيرتك، انتظر مشاركتك، ولكم تحياتي!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store