Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

البطالة.. عاطل أو معطول؟!

A A
لفت نظري بعضُ القُرّاء إلى خطأ استخدام كلمة «عاطل» لوصف الشخص الذي هو واقع في براثن البطالة، لأنّها اسم فاعل يدلّ على أنّه هو الذي عطّل نفسه بنفسه، بينما هو في واقع الأمر اسم مفعول قد عُطِّل بسبب غيره، بمعنى أنّه «معطول»!.

وهذه ملاحظة لُغوية، وكُنتُ أتمنّى أن تكون لدينا مُجمّعات لُغوية تُعْنى بتصحيح المُفردات التي نستخدمها بصفة شائعة لأهديها الملاحظة، لكن:

ليس كلّ ما يتمنّى المرء يُدرِكه..

تجري الرياح بما لا تشتهي السُفُنُ..

وهي ملاحظة وجيهة جداً إذا ما اتفقنا على تغيير الكلمة لاسم مفعول بدلاً من اسم فاعل، لأنّ هذا يعني وجود مسؤولين أو جهات تسبّبوا في تعطيل مواطن عن العمل، سواء بالإهمال، أو بالقصور، أو عدم الكفاءة، أو بالخطأ غير المُتعمّد، أو بالتعمّد مع الإصرار والترصّد، أو، أو، أو، ممّا هو إجراء غير قانوني يستلزم التعامل معه بصرامة، وتكون معه العقوبة واجبة على أولئك المسؤولين والجهات!.

لو اتفقنا على ذلك، وعرفت الجهات المعنية بالتوظيف أنّه لن يأمن العقوبة من أساء أدب التوظيف مع كلّ مواطن ينشد الوظيفة الشريفة التي تُغْنِي عن المذلّة والحاجة، لما بقى لدينا اسم مفعول «معطول»، أو حتى اسم فاعل «عاطل»!.

أنا أقترح تسمية كلّ مسؤول أو جهة، قادر أو قادرة، على توظيف مواطن، ولم يُوظِّفوه، بـ»المُعَطِّل» أو «المُعَطِّلَة» بكسر وتشديد حرف الطاء، والتعامل مع عدم توظيفه كنوعٍ من أنواع الفساد الذي يستلزم العقوبة لأنّها جناية بحق الوطن قبل أن تكون بحق المواطن ومن يعولهم، وجناية بحق الوظائف التي هي ثروة محصورة للوطن، فكيف تُمنع عن مواطن أو يُساء توزيعها؟.

دعونا نُفعِّل الاقتراح، وستروْن كم أنا مُصِيب، رغم عدم تفوّقي أيّام الدراسة في قواعد لغة الضاد!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store