Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

منبع كل فساد

No Image

A A
من المتعارف عليه أن الفساد بكل أنواعه يشكل خطرًا كبيرًا على المجتمعات، ولكن الأخطر بلا شك هو الفساد الأخلاقي والديني الذي يعرض في الإعلام المرئي؛ لأنه أساس كل فساد، وحقيقة فهذا الموضوع يؤرقني في كل وقت ويؤرق كل مسلم غيور على دينه بلا شك، وحتى العقلاء من غير المسلمين في الغرب تنبهوا لهذا الأمر، فأصبحوا ينادون بضبط القيم والأخلاق، ومطالبة إعلامهم وقنواتهم بتقديم كل ما يليق بالأسرة؛ لتأثيره الواضح على أرض الواقع، ومن دلائل ذلك ما حصل مؤخراً بقيامهم بتنظيم حملات جديدة ضد التحرش الجنسي في المدارس؛ بسبب الاختلاط بحسب صحيفة الجارديان البريطانية، والذي هو بلا شك أحد إفرازات الإعلام الهابط، عندما تعرض القنوات غير المسلمة بكل اللغات موادَّ فاسدةً وغير أخلاقية فلا نستغرب منها ذلك؛ لأنهم ليسوا على ملة الإسلام، ولا دين يحكمهم؛ ولذلك فالحرية لديهم مفتوحة على مصراعيها بلا قيود ترفع مكانة الفرد من درجة البهيمية إلى الإنسانية، ولكن المصيبة الأعظم تكمن في قنوات عربية في بلاد الإسلام وملاكها مسلمون، قنوات تقتل الحياء والفضيلة، وتعرض الفساد والرذيلة وكل ما يحرك الغرائز والشهوات ليل نهار، وعلى مرأى من الجميع؟! الموضوع خطير جدّاً وتأثيره كبير على الكبار والصغار على حد سواء، خصوصاً الأجيال الناشئة والتي بلا شك ستكون صيداً سهلاً لكل ما يعرض فتتشربه ويشكلها كيفما شاء على المستوى الفكري والأخلاقي، نتفق جميعاً على أن مسؤولية البيت والأسرة عظيمة بالقضاء على هذا الفساد، والحرص على تحصين الأبناء بالتوجيه والإرشاد، والابتعاد بهم إلى بر الأمان الذي يضمن حفظهم بإذن الله، ولكن مسؤولية المجتمع بتكامل أفراده ومؤسساته المدنية وكل غيور على دينه وبيده التغيير للمشاركة والوقوف بكل جدية وحزم في مواجهة تلك القنوات؛ لتجفيف منابعها وتخليص الناس من شرورها- مسؤولية أعظم وأوجب.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store