Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

مكافحة الفساد

No Image

A A
الجميع كان سعيداً بالأمر الملكي الكريم بشأن تشكيل اللجنة المعنية لمكافحة الفساد برئاسة ولي العهد صاحب السمو الملكي الأمير محمد بن سلمان حفظه الله، وفي نفس الوقت لا ينسى الجميع ليلة إصدار الأوامر، وما شملته من القبض على مجموعة من الشخصيات، حتى إن بعض من غردوا أو كتبوا مقالات بالصحف أطلقوا عليها ليلة القبض على الفساد.. ولطالما انتظرنا طويلاً لمكافحة الفساد بمعناه الفعلي، وليس مجرد مرافق وأجهزة رسمية تعمل دون تفعيل حقيقي لدورها، أو دون إنجازات تذكر في الوقت الذي يرى فيه الناس تعثراً في المشاريع العامة والهامة والتي ابتهجنا كثيراً لها، ولكن مع طول الانتظار لم نعلم عن أي سبب تعثرت ولكن اكتشفنا بأن السبب الرئيس كان «الفساد» فهو العنصر الأساسي لتعطل تفعيل تلك المشاريع.
وقد حذر الجميع من تغلغل هذه الظاهرة، إلا أننا قد أغفلنا عن مجموعة معينة هي تعتبر اللاعب الأساس للفساد، فالمسؤول يستطيع بسلطته ونفوذه الإداري أن يمارس الفساد، ولكن في النهاية هناك محاسبة إدارية ومالية قد تدينه، ولكن المقربين من أصحاب القرار الإداري هم أشد خطراً وفتكاً؛ لأنهم دومًا يستخدمون اسم المسؤول لتحقيق مصالحهم، وبالتالي أصبح الجميع يهاب هؤلاء المقربين؛ لأنه يراهم دومًا في رفقة هذا المسؤول في كل تحركاته وربما يسمع دوماً حديثه الهاتفي أو الحديث عن بعض جوانبه الأسرية، فلو أراد أي معلومة أو الاستفسار عن أمر ما يبدأً بالتحدث بلسان ذلك المسؤول بأنه هو من سأل أو هو من طلب المعلومة بمعنى أنه قريب منه لذلك تجده يستغل هذه السلطة ويبدأً في ترعيب وترهيب الآخرين، وبإيحاء معين بأنه إذا لم ينفذ له تجاوزاته فإنه سوف يشتكيه وربما حتى دون أن يقوم بتهديده تجد الطرف الآخر يخاف ويخشى أن يتعرض للإساءة من المسؤول؛ لأن من يستخدم اسمه قد يضره بكل سهولة؛ لأنه على تواصل دائم معه وقريب من قلبه.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store