Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

سباق التسلح النووي..!

والضمان الوحيد للتوازن وجود أسلحة نووية بأي وسيلة تحت تصرف دول الخليج ليس للتهديد ولكنها ستكون رادعاً قوياً وفعالاً كما هو الحال بين الهند وباكستان.

A A
لم يعد مستبعدًا ولا مستغربًا أن يكون هناك سباق محموم على اقتناء الأسلحة النووية لأن الدول الكبرى في مجلس الأمن الدولي فشلت في كبح جماح الصراعات والنزاع المسلح في أوروبا ومنطقة الشرق الأوسط على وجه الخصوص.

في شرق آسيا تهدد كوريا الشمالية جوارها ورعاتهم مثل أمريكا. والصين تلتزم الحذر والصمت وفي نفس الوقت تطور قدراتها العسكرية بكل أنواع الأسلحة الهجومية والتكتيكية وتعيد هيكلة قواعدها العسكرية ومراكز التحكم والسيطرة وعينها على إستراتيجية بعيدة المدى. القوة الاقتصادية في الدول الكبرى ذات الدوافع الإستراتيجية تدفع بالسياسة لترجمة قوة الاقتصاد إلى قوة ونفوذ عسكري. روسيا بوتين استعادت بعض هيبتها بعد سقوط الاتحاد السوفيتي وكسبت التدريب وتجريب بعض أسلحتها التكتيكية على حساب العرب في سوريا.

دول مجلس التعاون تعتمد كليًا على أسلحة مستوردة وضمان استمرار الإمدادات محفوف بالمحاذير خاصة عندما تطول مدة الصراع مثل عاصفة الحزم في اليمن. بالإضافة إلى وجود إيران التي تعمل على كل الجبهات وبكل الوسائل لزعزعة الأمن والاستقرار في المنطقة.

الاتفاق النووي بين إيران و٥+1 فتح لها الطريق الذي كان مغلقًا لشراء الأسلحة والمعدات وتطوير قدراتها العسكرية، إضافة إلى ميزة حجم الكتلة البشرية التي تملكها ٩٠ مليوناً. أيضًا سقوط العراق وسوريا ولبنان- ومحاولاتها في اليمن - تحت سيطرتها سيعطيها ميزة تهدد بها دول الخليج ويبقى الاعتماد على التحالفات الخارجية لحماية الأمن والاستقرار من العدوان الخارجي.

السلاح النوعي له هيبة الردع مثلما هو حاصل بين الهند وباكستان ولنقولها بصراحة إسرائيل والعرب برغم أن إسرائيل لم تعلن عن امتلاكها السلاح النووي بتستر أمريكي وحلف النيتو،وهذا ما شجعها لتجاوز كل القوانين والأعراف الدولية والتوسع في فلسطين دون أي اعتبار للعرب وغيرهم.

الزمن عامل في غاية الأهمية عندما تتوفر الإرادة والإمكانات المادية وفي كل الحالات فإنه لا مفر من امتلاك قدرات تسليح نووي لردع كل من تسول له أطماعه الاعتداء على أرض الحرمين الشريفين.

المداولات الجارية في مجلس الأمن حول استخدام أسلحة محرمة ضد المدنيين في سوريا واستخدام روسيا لحق الفيتو ضد مشروع قرار يؤكد التحريم وإدانة المستخدم، يثبت أن الخلل في التوافق الدولي على أمور حرّم العالم العودة لها بعد الحرب العالمية الثانية ووضع مجلس الأمن بأعضائه الخمسة لحماية تلك المبادئ والتوافق الدولي عليها وحماية الإنسانية من تكرار جرائم ومآسي الماضي ورغم ذلك فإن الشرخ في النظام الدولي يتسع وبسرعة والعالم يقترب من حافة حرب عالمية ثالثة ،لأن الحكمة الدولية تضمحل يومًا بعد آخر لصالح الفوضى وانفلات الأمن العالمي تحت مظلة الأمم المتحدة وعلى رأسها مجلس الأمن. وهذا الخلل سيفتح المجال لسباق التسلح في العالم والضحية الكبرى المنطقة العربية! .

والضمان الوحيد للتوازن وجود أسلحة نووية بأي وسيلة تحت تصرف دول الخليج ليس للتهديد ولكنها ستكون رادعاً قوياً وفعالاً كما هو الحال بين الهند وباكستان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store