Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

الفرار إلى اليوتيوب !!

A A
أغلى نصيحة يمكن تقديمها لمن يصيبه فتور في تأدية تكاليفه الدينية هي أن يفرّ إلى اليوتيوب، ويشاهد فيديوهات اعتناق غير المسلمين للإسلام، فهي كفيلة بأن يتخلّص من الفتور، وأن يدبّ النشاط في روحه وجسده من جديد!.

وفي مشاهدة قصص اعتناق غير المسلمين للإسلام تحفيز للمُصابين بالفتور، وكيف لا؟ وهم يشاهدون من لم يُولدوا مسلمين، ولا يعيشون في بيئةٍ إسلاميةٍ، ولا يتحدثون العربية ليتدبّروا كتاب الله، ولم يجاوروا الحرمين الشريفين، ومع ذلك أسلموا وحسُن إسلامهم، وشمّروا عن ساعد الجِدّ في تأدية تكاليفهم الدينية دون فتور!.

ويكمن خلف اعتناق كلّ غير مسلم للإسلام قصّة تثبت عظمة الإسلام، وأنّ الإنسان يُولد على فطرة الإسلام، لكنّ أبواه يُهوّدانه أو يُنصّرانه أو يُمجّسانه، فيعود بعضهم لحظيرة الإسلام وأولئك المحظوظون، ويستمرّ بعضهم على ضلاله!.

شاهدوا الفيديوهات لتتأكّدوا من صدق قولي، فهذا كان قِسِّيساً حاقداً في كنيسة فأسلم، وذاك كان مُلْحِداً يُنكر وجود الله فأسلم، وهذه كانت مطربة روك آن رول فأسلمت، وتلك كانت عارضة في مجلّات العُريّ فأسلمت، ولا رابط مشترك بينهم سوى تعرّفهم على الحقّ وتشبّثهم به، ونبْذهم للباطل وكُرْههم له!.

أمّا أسباب إسلامهم فمختلفة باختلاف ثقافاتهم، لكنها تتمحور حول إعجابهم بمسلمين احتكّوا بهم، وهنا بيت القصيد، فالإسلام وإن فُتِحَت البلاد في عصر صدر الإسلام بالسيف، لكنّه انتشر عند معايشة غير المسلمين للمسلمين، ومعاينة أخلاقهم العظيمة، وصدقهم في تعاملاتهم، فأيقنوا أنّ الإسلام هو دين الحقّ!.

والمسلم اليوم لا يحتاج للحرب للدعوة لدينه، فهو مثل مُعلِّم مادّة دراسية لا يُفترض عليه أن يُحضِّر لها، لأنها مُكتملة التحضير، وكلّ ما عليه فعله هو اتباعها بإخلاص وتمكين غيره من رؤيتهم له وهو يفعل ذلك، ولو طبّق المسلمون تعاليم دينهم على أنفسهم، لاعتنقه العالم بلا عناء، وربّما بلا استثناء!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store