Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أحمد عبدالرحمن العرفج

عليكم الاستزادة من صدقات السعادة

الحبر الأصفر

A A
بَعض المُجتَمعَات تُعاني مِن المَجَاعة، وبعضها تُعَاني مِن شُحِّ المَوَارِد الاقتصَاديَّة، وهُنَاك فِئَةٌ ثَالِثَة تُعَاني مِن نَقص الميَاه، وهُنَاك -أَيضًا- فِئَةٌ رَابِعَة وخَامِسَة وسَادِسَة.. باختصَار الكُلّ يُعَانِي..!

أَمَّا مُجتمعنَا، فلَديه أَيضًا – كالمُجتمعَات البَشريَّة- مُعَانَاة، ولَعلَّ مِن أَقوَى أَنوَاعهَا: هِي نَقص فِيتَامين السَّعَادَة، وتَذبْذُب مُؤشِّر التَّصَالُح مَع الذَّات.. مِن هُنَا جَاءَت فِكرة إنشَاء هَيئة التَّرفيه..!

ونَظراً لأنَّ السَّعَادَة مَطلب إنسَاني ووَطنِي، فلابدَّ مِن تَكثيف الكِتَابَة حَولهَا، لأنَّ تَكثيف الأشيَاء بشَكلِهَا الإيجَابي؛ يَجلبها ويَستدعيهَا مَع الأيَّام.. إنَّها مِثل شَخص يَقرع البَاب، ويَستَمر يَطرقه ويَطرقه حَتَّى يُفتَح لَه..!

قَبل فَترَة كَتبتُ هَذه النَّاصية: (يَقول الشَّاعر الكَبير «أحمد رامي»، فِي القَصيدَة التي غَنَّتها «أم كلثوم»: «عَوّدت عِيني عَلى رُؤيَاك».. وأَنَا أَقول: عَوّدتُ نَفسي عَلَى السَّعَادَة حتَّى صَارت عَادَة). إنَّني مُؤمن بأنَّ السَّعَادَة عَادَة، وإذَا تَعوَّد الإنسَان عَلَى أَنْ يَكون سَعيداً، سيَكون سَعيداً..!

البَعض يَفهم أَنَّ السُّعدَاء لَا يُصيبهم الحزن، أَو الغَمّ أَو التَّعَاسَة، وهَذا لَيس صَحيحًا إطلَاقاً.. إنَّهم يَحزنون ويَغتمُّون وتُصيبهم الهمُوم، ولَكنَّهم يَتعَالُون عَلَى كُلّ ذَلك ويَتسَامون، ويَصنَعون الأَمَل، ويَزرَعون التَّفَاؤل عَلى تُربة الجِرَاح والهمُوم..!

حَسنًا.. مَاذا بَقي؟!

بَقي أَن نَقول: أَيُّها القَوم، تَأكَّدوا أَنَّ الوَقت يَمرّ، سَوَاءٌ كُنتم سُعدَاء أَم تُعسَاء، لذَلك أَرجوكم دَعوا الأيَّام تَمرُّ مِن أَمَامِكُم، وأَنتُم مُبتَسمون فِي وَجههَا، لَعلَّكُم تَحصلون عَلَى صَدقةِ السَّعَادَة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store