Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر

الهدف الحقيقي لادعاءات حزب اللات باحتجاز الحريري

A A
يُروى في الأثر أن مسافرًا دخل قرية يزورها لأول مرة، وشاهد أمرًا في غاية الغرابة. جنازة يسير فيها كل سكان القرية والميت يقف صائحًا: أنا حي، أنا حي! فيرد عليه الناس: اخرس! أنت ميت بشهادة الشيخ!.

تذكرت هذه القصة وأنا أتابع إصرار بعض الفرقاء اللبنانيين على أن الرئيس سعد الحريري محتجز في المملكة. ورغم أنه قابل رؤساء دول ووزراء خارجية والبطريرك الراعي، والتقى سفراء الدول الكبرى وتحدث مع الرئيس ميشيل عون وعدد من كبار رجالات الحكومة، وأُجريت معه مقابلة مطولة على الهواء مع مذيعة لبنانية معروفة، (ظلت تقاطعه وتناكفه وتتابع جوالها طوال الوقت حتى أزعجته وأزعجتنا). رغم كل ذلك إلا أن محور الممانعة بدأ من رئيس الجمهورية ووزير خارجيته وفوقهم سيد المحور، رئيس فرع الحرس الثوري اللبناني، حسن نصرالشيطان، ومعهم إعلامهم، أصروا طوال الوقت على أن رئيس الوزراء محتجز وكل ما يقوله مفروض عليه، لا يعنيه ولا يؤخذ به. وبلغ التسطيح بصحفية لبنانية أن تسأل مندوب السعودية في الأمم المتحدة، د. عبدالله المعلمي، عن سر ظهور الحريري على التلفزيون ثلاث مرات بنفس نوع البدلة! ليرد عليها ساخرًا بأنه ليس مسؤولاً عن خزانة ملابس الرئيس، مضيفًا: «كلي ثقة بأن الرئيس قادر على اختيار بدله بدون الحاجة لنصائحي».

ثم جاءت دعوة الرئيس الفرنسي للحريري بصفته رئيسًا للوزراء طالما لم يقبل الرئيس عون والبرلمان اللبناني استقالته، لتقلب الطاولة على المحور. لم يكن من الممكن هذه المرة اتهام فرنسا بأنها تحتجزه وهي التي آوت الخميني في السبعينيات قبل أن تعيده بطائرة فرنسية إلى طهران، والرئيس عون في الثمانينيات في سفارتها أولاً ثم باريس لعقود قبل أن يعود بالتفاهم مع حزب اللات. ولذا سجلوا الزيارة على أنها إنقاذ فرنسي لمواطن يحمل جنسيتها (وهو ما ثبت كذبه) ورفعًا للحرج عن السعودية بعد تورطها المزعوم باحتجازه! ولو أنه عاد مرة أخرى إلى السعودية فسيقولون أنه كان مضطرًا لحماية مصالحه التجارية والخاصة! إما إذا عاد إلى لبنان فسيفسرون استقالته وأي تصريح يصدر منه بأنه إملاء من السفارة السعودية يستجيب لها حفاظًا على تلك المصالح.!

الحقيقة أن المسألة لا تتجاوز البحث عن كبش فداء للأزمة اللبنانية الداخلية وتشويش على الرسالة التي حملتها الاستقالة واتهامها الصريح لإيران بالهيمنة على لبنان من خلال رئيس فرع الحرس الثوري، حسن نصر الشيطان. وبهذه الضجة والعويل واللطم الذي يشعرك بأنه إمامهم الغائب ومهديهم المنتظر، رغم أنهم قتلوا أباه وهددوه مرارًا بالقتل، وعزلوه من الرئاسة في المرة الأولى خلال زيارته الرسمية للبيت الأبيض، ومنعوه من دخول لبنان لفترات طويلة، أرادوا لفت الأنظارعن واقع البلد المحكوم بميليشيا إرهابية، وتحويلها إلى الرياض بدلاً عن طهران. كما أنهم أرادوا عودة الحريري لا لقتله هذه المرة، فالأمر بات مكشوفًا، خاصة بعد تهديد مستشار المرشد الإيراني للشؤون الدولية علي أكبر ولايتي له في بيته ببيروت مباشرة قبل سفره المفاجئ للسعودية مع أسرته بأن يلحق بأبيه إن لم ينصَعْ للحزب اللاتي، ولكن هدفهم كان احتجازه كرهينة لعلها تحول دون ضربة عسكرية مرتقبة لهم. والحقائق ستكشف عن وجهها عن قريب!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store