Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

أحواش التشليح: هل حان وقت الرحيل؟!

ملح وسكر

A A
أحواش تشليح السيارات الحالية في حي (بريمان) تمثل أذى لا حدود له، للعين وللأرض وللبيئة ولمستقبل عروس البحر الأحمر، هذه الأحواش هي جزء من التشوهات الخلقية التي انتابت وجه العروس وساهمت في تشكيل دمامة بغيضة آن لها أن تزول.

ويوم أن سُمح بنشوء هذه الأحواش ونمو هذا السرطان المرئي، قبل 30 سنة أو أكثر، لم يكن يخطر في بال المسؤول أو المسؤولين الذين وافقوا على هذا القرار أن تصبح هذه الأحواش في قلب شريان مروري تتقاطع عنده خطوط سريعة وحيوية. ويبدو أن مسؤولي اليوم يحاولون تصحيح أخطاء مسؤولي الأمس، وهو ما يتضح بين ثنايا التحقيق الذي نشرته المدينة (13 نوفمبر)، إذ (بالتنسيق مع أمانة جدة) أوقفت إدارة مرور جدة إسقاط اللوحات عن السيارات المنتهية الصلاحية التي لا تصلح إلاّ (للتشليح) فقط، أي أن على صاحب السيارة التالفة أو المهشمة الاحتفاظ بها حتى يتوفاه الموت أو يجعل الله له سبيلا!

السؤال: هل قدمت أمانة جدة البديل المناسب؟ من وجهة نظري أحسب أن الجواب (نعم)! وصفة المناسب تعني توفر حد أدنى من البنية التحتية وعلى رأسها الطريق المزفتة الموصلة إلى المواقع الجديدة مع شيء من الإنارة! وقبل ذلك الرسوم المناسبة من غير ارتفاع غير مبرر سوى الرغبة في زيادة الإيرادات لتكون أرقاما تتباهى بها المدن والأمانات.

الأمر الآخر هو حيرة المواطن بين المرور والأمانة إذ هو الطرف الأضعف بلا ريب، فلا صاحب التشليح متضرر بذلك القدر الذي يصيب المواطن (المشلّح) بفتح اللام من سيارته التي غدت ركاما بفضل ابنه المتهور أو مواطن آخر أشد منه تهورا! نعم هذا الكم الهائل من الحديد المهدر والمال الضائع بين أرتال من (السواقة) الطائشة والفوضى العارمة والسفه البالغ هو مثال صارخ لعدم شكر النعم، ودافع قوي لجلب النقم، ولا حول ولا قوة إلا بالله العلي العظيم.

النقطة الأخيرة: هل في الأفق مشروع صناعي قريب يسهّل عمليات الاستفادة السريعة من الهياكل التالفة التي لا أمل في الاستفادة منها خاصة بعد استهلاك معظم قطعها الصالحة الممكنة والمتاحة؟!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store