Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م . طلال القشقري

رغم الغرق.. أشكر الأمانة!!

A A
مشروع تجميل كورنيش جدّة غير عاجل وغير هام رغم جماله اللافت، والملايين التي صرفتها الأمانة عليه كان بالإمكان تسخيرها للمشروع الآخر العاجل والهام، وهو تصريف الأمطار ولو لبعض جدّة، فما لا يُدرك كُلُّه لا يُترك جُلُّه أو بعضُه، والاهتمام بالديكور على حساب البُنية التحتية هو ثقافة عمياء، لكن هُنا جدّة، وهُنا الأمانة، وهُنا الغرق!.

وهُنا، أشكر الأمانة من فُسيفساء قلبي، إذ لو قدّر اللهُ لي أجرًا من تأديتي لصلاة الفجر في أحد مساجد حيّ المحمّدية الغارق لشوشته في مياه الأمطار حتى بعد يومين من إقلاع السماء عن الهطول، لكانت الأمانة سببًا مباشرًا لزيادة أجري، فقد توجّهْتُ للمسجد بسيارتي الحبيبة، وكان مُحاطًا بالمياه من الجهات الجغرافية الـ٨، الـ٤ الأصلية والـ٤ الفرعية، وبعُمْق ٣ أشبار بمقياس يد ملاكم روسي ضخم، فحضرني شيطاني ووسوس لي أن عُد لبيتك وصلّي به.. أفضل، والحمد لله أنّني عصيتُه، فطُفْت حول المسجد عدّة مرّات لعلّي أجد موقفًا من اليابسة لا من البحر، فلم أجد، فأوقفْتُ سيّارتي وسط المياه الغامرة، لكن ما العمل وأنا ألبس حذاءً لا شبشبًا؟ وقد قامت الصلاة، فزادني ذلك إصرارًا على الصلاة في المسجد، وخلعْتُ شرابي ووضعته في جيبي، وحملْتُ حذائي خائضًا به المياه حافيًا ورافعًا ثوبي وسروالي الطويل لما فوق ركبتي، وكأنّني في ساحة حرب، وسيفي.. عفوًا.. حذائي مشهورٌ في يدي، والحمد لله الذي جعل الإمام يُطيل حتى في الركعة الثانية، إذ لولا ذلك لما لحِقْتُ الصلاة، وهكذا فعلْت حتى بعد الصلاة، أنا وكافّة المُصلِّين، الله يتقبّل!.

شكرًا أمانة جدّة لزيادة أجري بحول الله، وكم أتمنّى أن أشكرك لإنجازك ما أنيط بك من واجبات لإنقاذ الناس طيلة عقود «مبلولة» من الغرق في شبر ماء!.

مهمّة شكر مستحيلة!!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store