Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد الثبيتي

التصويت المُخجل !

شمس الأصيل

A A
كعادة العرب عند التعامل مع قضاياهم المصيرية يتشرذمون ويعززون الصورة الذهنية التي رسموها عند الآخر؛ جرّاء مواقفهم السياسية المتناقضة، وتذبذب تعاطيهم مع ما اتفق عليه في التعبير السياسي «المصير المُشترك»، فالكيانات عندما تتشكل فحتماً لها رؤية واضحة ورسالة تعمل على تنفيذها لتكون خارطة طريق،إلاّ عند العرب الذين لا تتجاوز كياناتهم تراتيل الكرنفالات الاحتفائية التي يلتقون فيها وينفض «المولد» بلا عائد، ينعكس أثره الإيجابي على شعوبهم المغلوب على أمرها.

ما سبق ليس من وحي الخيال ولكنه من رسم الواقع.. فالموقف العربي عند التصويت على صدور القرار الـ64 القاضي بإدانة إيران لانتهاكات حقوق الإنسان، المؤيد من المملكة والمُصادق عليه من اللجنة الثالثة المُنبثقة من الجمعية العامة للأمم المتحدة- يعكس سلبية التعامل مع حتمية الخطر المتمثل في السكوت على سلوكيات النظام الإيراني سواءً أكان في الداخل أم الخارج، فالممارسات الإيرانية لا تُغَطى بغربال التوجس والخِيفة والغايات التي تسعى للوصول إليها، مهما كلفها من جهد ومال لا يُنكرها إلا موارب، فعرب الأحواز بإيران في أمس الحاجة لإخوانهم العرب في بقية الأقطار للوقوف معهم ودعم مواقفهم وتعرية انتهاكات نظامهم لإنسانيتهم وتجريدهم من حقوقهم الطبيعية والبدهية، ولكن هذا - وللأسف الشديد - لم يتحقق؛ بسبب امتناع دول عربية عن التصويت ،وتصويت دول عربية أخرى ضد القرار، في الوقت الذي يدعم النظام الإيراني الشيعي طائفته في كل الدول، وما لبنان واليمن سوى شاهد إثبات، ناهيكم عن المبدأ الذي قامت عليه ثورة الخميني والمتمثل في «تصدير الثورة»؛ إيماناً منه بأنها هي الوسيلة المُثلى لنشر التشيُّع، وجعله المستقبلَ المُشرقَ للعالم في الدول التي لا يوجد فيها أقليَّة شيعية يدعمها.

لقد كشف هذا التصويت عن «فضيحة أُممية» للعرب تجاه نظام «عاث» فساداً بإخوانهم عرب الأحواز في الداخل الإيراني.. فإلى متى هذا التفاعل السلبي مع القضايا المُشتركة؟ وإلى متى سنؤكد للعالم صحة قول شاعرنا العربي: يا أمة ضحكت من جهلها الأمم؟!!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store