Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

سعد الحريري وعروبة لبنان..!

قبول التمني على سعد الحريري لتأجيل استقالته يعلق المشكلة ولا يحلها لأن السلوكيات الأيديولوجية المعمقة في أذهان فصيل أتباع حزب إيران لن تتغير وهم لا يخفونها وعلى ساسة الخليج فهم ما يحاك ضدهم

A A
برغم كل المناورات التي تدور على الساحة في لبنان ومن حولها عاد رئيس الوزراء سعد الحريري ليؤكد لأنصاره وبأعلى صوته على عروبة لبنان. ولا أحد في العالم العربي يريد خلاف ذلك، فلبنان برغم كل تناقضاتها وما تسببه من صداع للعالم العربي إلا أنها تقع في قلبه وليس هناك من يريد دفعها للهاوية. يقابل ذلك الصوت العالي من الحريري، صوت رئيس لبنان ميشيل عون الذي يرفض قرار الجامعة العربية بعد أن غيب الاجتماع وزير خارجيته الذي ادعى بأن الحريري معتقل في السعودية وأنه سيذهب للمنظمات الدولية لفكاكه. ولبنان مهما كانت مكانتها ليست أهم من مصر التي عندما اختار السادات أن يخالف الإجماع العربي ويذهب إلى تل أبيب ويبدأ الصلح مع الكيان الصهيوني قاطعتها الدول العربية ونقلت الجامعة من القاهرة إلى تونس وبعد مرور عشر سنوات عادت مصر لتلعب دورها في تحرير الكويت وعادت الجامعة العربية إلى القاهرة مقرها الدائم منذ تأسيسها.

حزب حسن نصر الله لم يتوقف عن المجاهرة بانتمائه وتأييده المطلق لإيران التي تخطط لزعزعة الأمن والاستقرار في العالم العربي وتزوِّد أعوانها بصواريخ لضرب مدن المملكة العربية السعودية وآخرها الصاروخ الذي أُطلق على الرياض بالإضافة إلى ما تفعله بالبحرين ودول الخليج الأخرى.الحريري في استقالته التي أعلنها من الرياض وأكدها عدة مرات طالب فيها بأن تنأى لبنان بنفسها عن التدخل في شؤون الدول العربية وأن تلتزم بخط لبنان أولاً بدلاً من التغريد خارج السرب والانحياز علنًا لسياسة إيران.

مشكلة الرئيس سعد الحريري أنه محاصر في لبنان وخارجها بسياسة حسن نصرالله التي فُرضت عليه، وسابقًا أودت بحياة والده. والحزب الإيراني في لبنان ملتزم بخط ولاية الفقيه التي يمليها عليه النظام الإيراني بكل فئاته الثلاث، الخامنئي والحرس الثوري وروحاني ثلاثتهم متفقون على التخريب في العالم العربي حتى يصلوا إلى هدفهم بعيد المدى للهيمنة على دول المنطقة. التصدي لحزب إيران في لبنان والحوثي في اليمن تمليه الضرورة للحفاظ على الأمن والاستقرار في دول الخليج العربي والموقف من لبنان يجب أن يكون من منطلق إذا لم تكن معنا فأنتَ ضدنا بكل وضوح وسعد الحريري يدرك ذلك ويجب أن يكون حازمًا مع عون وقتلة والده وإلا وضع لبنان في صف أعداء العرب.

اللعب على الحبلين والشطارة اللبنانية معروفة ولكن التباكي في حضن فرنسا لن ينجح والرئيس عون تاريخه معروف ويجب ألا يسمح له بتمرير مخططاته ويضرب لبنان في مقتل. قبول التمني على سعد الحريري لتأجيل استقالته يعلق المشكلة ولا يحلها لأن السلوكيات الأيديولوجية المعمقة في أذهان فصيل أتباع حزب إيران لن تتغير وهم لا يخفونها وعلى ساسة الخليج فهم ما يحاك ضدهم

واتخاذ القرارات المناسبة لأن حسن نصر الله لن يتغير بين يوم وليلة ما لم يستأصل سرطانه الإيراني ويترك الشعب اللبناني يفرح ويفخر بعروبته.

إستقالة الحريري والتمني بالتخلي عنها له شروط أوضحها في نص الاستقالة وهي صون اتفاق الطائف، والتطبيق الفعلي للنأي بالنفس، وعدم الإضرار بالعلاقات مع الدول العربية، وإذا تراجع بدون التخلص من أسباب الإستقالة فسيكون ذلك التراجع نكسة جديدة لمصداقية الحريري وللأمن والاستقرار في لبنان.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store