تعاني العديد من المجتمعات في العالم من مشكلة البطالة والتي أصبحت ظاهرة اقتصادية لعدد من الدول غير أن وضع سوق العمل في مجتمعنا مختلف تماماً لأسباب لم تعد معروفة فقط بل وأصبحت واضحة وكثير من عامة الناس يمكن أن يفسرها ومنها التركيبة السكانية للمجتمع والذي يبلغ إجمالي عدد السكان قرابة 30 مليون فرد ثلثهم تقريباً أي حوالي 8 ملايين من العمالة الوافدة في حين يبلغ عدد مرافقيهم حوالي 2 مليون في حين يصل عدد السكان السعوديين حوالي 20 مليون فرد، إضافة إلى عدم وجود تأهيل وتدريب تعليمي متوافق مع احتياجات سوق العمل المطلوبة وخصوصاً في القطاع الخاص، كما أن الأوضاع الاقتصادية الأخيرة ساهمت في تأجيل بعض المشاريع الحكومية إضافة إلى انكماش بعض الأنشطة في القطاع الخاص مما انعكس بدوره على عدد الوظائف المتاحة.
البعض يعتقد بأن حل مشكلة البطالة محصور في مجال التوظيف بمعنى أن البطالة ستنتهي إذا كان هناك عدد من الوظائف يحتوي عدد العاطلين من العمل، وقد أصبح مصطلح البطالة مرتبطاً بعدد الوظائف التي يمكن للمجتمع بشكل عام أن يقدمها، ولكني أعتقد بأن هذا المفهوم يحتاج إلى مراجعة لأن حل مشكلة البطالة لا ينحصر في الوظيفة بل يعتمد على توفير فرصة العمل، وفرصة العمل لا تنحصر فقط في الوظيفة بل هي موجودة في أشكال ونماذج مختلفة تساهم في نهاية المطاف لأن تكون مصدر دخل كريم للإنسان
كما تساهم في شغل وقت فراغه بما ينفع ويفيد نفسه والمجتمع.
مؤخراً كشفت وزارة العمل والتنمية الاجتماعية عن خطوة إيجابية في هذا المجال، فقد أطلقت سبع مبادرات لرفع نسب التوطين بالإضافة إلى تحسين وتطوير سوق العمل وتمكين السعوديين والسعوديات ورفع مستوى مشاركتهم في بيئات عمل مناسبة ولائقة ومستقرة، وتشمل تلك المبادرات برنامج دعم نمو التوطين بالمنشآت وتنظيم العمل عن بعد وتنظيم العمل الحر وبرنامج التوطين في المناطق إلى جانب حملة تصحيح الأنشطة وإطلاق وتطوير برنامج نطاقات وبرنامج العمل الجزئي، وقد أشارت الوزارة بأن عدد السعوديين والسعوديات المنضمين إلى سوق العمل خلال شهري سبتمبر وأكتوبر وصل إلى أكثر من 64 ألف شاب وشابة منهم 33 ألف شابة و31 ألف شاب.
هذه الحزمة من المبادرات والتي أطلقتها الوزارة من ِشأنها أن تساهم في إنهاء البطالة لأنها لا تركز فقط على الوظيفة والتوظيف بل وتشمل أيضاً مجالات العمل الحر والعمل الجزئي والعمل عن بُعد وهي فرص عمل مختلفة يمكن أن تستوعب عشرات الآلاف من الشباب والشابات وتصبح مصدر دخل مميز بالنسبة لهم.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
