Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الشباب يقود المجتمع

A A
للكبير في السن احترامه ومكانته وتقديره في مجتمعنا، وله الشكر والوفاء على ما قدمه من إنجاز ومن نتائج مميزة، والملاحظ أن معظم الوظائف القيادية الموجودة اليوم في القطاع الحكومي وفي كثير من شركات ومؤسسات القطاع الخاص يشغلها كبار السن، وقد يكون بعض هؤلاء يعاني أمراضاً وصعوبة في التنقل أو الحركة أو متابعة بعض الأمور الميدانية أو حتى استيعاب بعض التقنيات العصرية الحديثة، إلا أن كثيراً ما نرى أن مثل هذه المناصب القيادية تبقى حكراً على كبار السن.

وللكبير هيبته وخبرته وتجاربه التي تسهم في تكليفه ببعض المناصب القيادية، غير أن مجتمعنا اليوم مجتمع شاب، فأكثر من 60 في المائة من تركيبته السكانية هي من الشباب، وحتى تستطيع أن تقود أي فئة يجب أن تكون قريباً منهم، وأن تعرف طبيعتهم وأسلوب معيشتهم وكيف يفكرون وما طموحاتهم وأهدافهم المستقبلية، بل يجب أن تتعرف على هواياتهم وطبيعة علاقاتهم فيما بينهم وبين أسرهم وبينهم وبين مجتمعهم.

في لقاء ضم مجموعة من الشباب مع أحد المسؤولين طالب الشباب المسؤول بأن يكون متوسط عمر أعضاء أحد المجالس التي يرأسها لا يتجاوز 40 عاماً، رغبة منهم في أن يكون هناك من يمثلهم ويتحدث باسمهم ويقدم احتياجاتهم، وفي رأيي أن هذا مطلب شرعي، فهم يمثلون أغلبية في مجتمعهم، ومن الإنصاف أن تسعى القيادات إلى تلبية احتياجات المجتمع.

سيبقى للكبار احترامهم وتقديرهم ومكانتهم، لكنهم مع تقدم العمر قد تقل إنتاجيتهم وقد لا تساعدهم صحتهم على ذلك، فيجب عليهم أن يحرصوا على إعطاء الفرصة للشباب أثناء وجودهم، ليتمكنوا من توجيههم وإرشادهم وتقديم الدعم والمشورة اللازمة لهم بدلاً من إقصائهم وعزلهم والحرص على حجب أي منصب قيادي عنهم وعدم ترشيحهم له، وعلى الرغم من أن لكل فريق سلبياته وإيجابياته إلا أننا في حاجة اليوم إلى قيادات شابة لا تستغني عن دعم الكبار ومساندتهم.

إن لدى كثير من شبابنا اليوم علماً ومعرفة وقدرات ومهارات متميزة غير أنها مدفونة وغير مفعلة إما بقصد وإما من دون قصد، ومن الضروري أن نحرص على تفعيل هذه الطاقات لنستفيد منها في بناء هذا الوطن وفي رفعته وتقدمه بدلاً من أن يستغلها ضعاف النفوس فيجندوهم للعمل ضد مصالح هذا الوطن.

إن في شباب وشابات هذا الوطن خيراً كثيراً، وهناك أمثلة كثيرة لم تجد فرصتها في القطاع الحكومي فهاجرت إلى القطاع الخاص فوجدت القبول والاحترام والتقدير وتبوأت أعلى المناصب، وهي اليوم نموذج نفتخر به، فحريٌّ بنا أن نهتم بشبابنا وأن نعطيهم الفرصة وألا نغيبهم عن دائرة قراراتنا، وأن نسعى إلى تأهيلهم وتشجيعهم على خدمة وطننا.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store