Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

عدم اتفاق الفلسطينيين يحبط العرب

ما يشاع حالياً بأن ترمب سيعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية يأتي في سياق وعود الإدارة الحالية الانتخابية التي أوصلت ترامب الى البيت الأبيض ولكن الحدث في هذه المرة يأتي في أسوأ مرحلة للعرب من الضعف والتفكك والاضطرابات

A A
أنا لست من بين الأصوات التي تنادي بالتخلي عن القضية الفلسطينية وترك الفلسطينيين يغرقون في خلافاتهم التي لم تعد تخفى على أحد ويستثمرها أعداؤهم بفرح واحتفالية تطغى على كل تفكير في مخرج لأصحاب القضية الذين كلما برز بارق أمل أنهم عادوا الى صوابهم ووضعوا كل خلافاتهم على الرف حتى تحل قضيتهم مع المغتصب الصهيوني الذي لم يدخر أي جهد لتفتيت القضية وتشريد أهلها عادوا للعصف بكل محاولة للاقتراب من الحل وإلقاء قضيتهم في مهب الريح. قبل فترة وجيزة فرح العرب بأن الفلسطينيين أخيراً قرروا أن يتحدوا ويعودوا للعمل معاً للإثبات لأنفسهم في المقام الأول أنه لا حل طالما بقوا متفرقين ولوضع العدو الصهيوني أمام أمر واقع حتى يعودوا لطاولة المفاوضات وهم يتحدثون بصوت واحد من أجل الهدف الأسمى.. قضيتهم الكبرى التي ناضلوا وشُردوا من أجلها من بداية القرن العشرين حتى نهايته ولازالوا لم يحظوا بحل عادل يعيد لهم حقوقهم المغتصبة. ليس من العدل أن يُلقى بكل اللوم على الفلسطينيين فهناك من العرب من وظف القضية لخدمة مصالحه -مثل جبهة الممانعة- وتلك المحاولات هي الأخرى باءت بالفشل.

ما يشاع حالياً بأن ترمب سيعترف بالقدس عاصمة للدولة العبرية يأتي في سياق وعود الإدارة الحالية الانتخابية التي أوصلت ترامب الى البيت الأبيض ولكن الحدث في هذه المرة يأتي في أسوأ مرحلة للعرب من الضعف والتفكك والاضطرابات

في كل مكان، وهي لحظة مؤلمة للعرب، تستطيع إسرائيل خلالها تمرير مشروعها والفلسطينيون غارقون في خلافاتهم ولوم الآخرين، متناسين الهدف الأكبر وهو تحرير ما تبقى من أرضهم ونيلهم دولتهم المستقلة.

وإخفاقات العرب مع الأسف تكررت عبر التاريخ من سقوط الأندلس الى لواء الإسكندرون إلى الاهواز إلى الجزر الإماراتية التي تحتلها إيران وأخيراً فلسطين والاعتداءات على القدس الشريف آخر النكبات. ومن عجايب الموقف الفلسطيني أن البعض منهم مصطف مع إيران ضد المصالح العربية وذلك هم لا يدركون مغبته وآثاره السلبية على فلسطين وأهلها. والجناية الكبرى أن بعض القيادات الفلسطينية لا تدرك مدى ما لحق بالقضية بسبب تلك المواقف البائسة فبدلاً من النأي بأنفسهم عن الخلافات العربية العربية والتركيز على حشد الدعم لقضيتهم استمروا في البحث عن الأوهام في معاداة عمقهم العربي الذي لا مفر منه طال الزمان أو قصر كما أن الرهان على ايران ومخططاتها في المنطقة هو رهان فاشل لا محالة. ومن المهم أن يفهم العقلاء في القيادات الفلسطينية بأن كل دولة عربية منشغلة في هذه المرحلة بهمومها الداخلية وما يتهددها من الخارج ولا تتحمل مزيداً من الضغوط والاصطفاف بجانب الأعداء وأن المناورات الوهمية مع إيران التي تبعدهم عن العمق الإستراتيجي العربي لن تجلب لهم وللشعب الفلسطيني إلا مزيداً من الخسائر والاخفاقات، وفي هذه المرة ستكون الخسائر أسوأ وأعمق على الجميع.

فهل بقي متسع من الوقت لتدارك ما يمكن أم أن الأمة العربية مُقدِمة على هزيمة جديدة على أرض فلسطين وتكون القدس الضحية الكبرى؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store