Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. أحمد أسعد خليل

حصة النشاط

من الناحية العلمية أتفق بضرورة وجود حصة لتطبيق النشاط المدرسي، كما هي ضرورة حصة الرياضة البدنية للبنات والأولاد، ولكن والأهم أن نوفر الأدوات اللازمة لكي يتم التطبيق ولا يكون قرارًا ودليلًا فقط

A A
أعلن وزير التعليم عن قرار تطبيق حصة النشاط بالمدارس مع بداية العام الدراسي الحالي، وكان هذا القرار بين معارض ومؤيد من مختلف فئات المجتمع معلمين ومديري مدارس وأولياء أمور، وأحدث شدًّا وجذبًا رغم أنه حتى الآن لا يزال غامضًا للكثير من مسؤولي التعليم قبل الطلاب وأولياء أمورهم!!.

قبل الخوض في حصة النشاط وتطبيقها بالمدارس الحكومية والخاصة توجهت لعدد من المختصين في هذا المجال، ومن هم على رأس العمل التعليمي بالمدينة المنورة، وتفاجأت من بعض الإجابات وخصوصًا نحن بعد بدء الدراسة بشهرين تقريبًا، بأنه حتى الآن الصورة غير مكتملة لحصة النشاط وأدوات تطبيقها، بل إن بعض المدارس حتى الآن حولت حصة النشاط باجتهادات فردية لإضافة بعض البرامج الإضافية من خارج الدليل التنظيمي الصادر من الوزارة لحصة النشاط، والذي أشار إلى مجال النشاط بخمس مكونات للشخصية، وهي «الجانب القيمي، المعرفي، البدني، والجانب الاجتماعي»، بينما حددت مجالات النشاط بسبع نشاطات وهي «الثقافة، الفنون، الرياضة والصحة، العلوم والتقنية، الأسرة والمجتمع، التربية الكشفية، ومهارات وأعمال»، كما أوضح الدليل الأولويات في تطبيق هذه الأنشطة، وفق أربعة محددات توضح التباين بين مختلف البيئات المدرسية في مختلف مناطق المملكة، وفق الأولويات الوطنية والمحلية والبيئة المدرسية، عمومًا هو دليل نظري شامل ومتكامل الأركان، ولكنه أغفل الواقع الحالي لمدارس التعليم العام، وخصوصًا في المدارس المستأجرة والمتعثرة، وبعض المدارس المكتظة بالطلاب في فصول ممتلئة قد لا تكفيها حصة دراسية حتى تقوم بحصة نشاط لا تملك أدواتها داخل المدرسة أو حتى في جنباتها!!

من الناحية العلمية أتفق بضرورة وجود حصة لتطبيق النشاط المدرسي، كما هي ضرورة حصة الرياضة البدنية للبنات والأولاد، ولكن والأهم أن نوفر الأدوات اللازمة لكي يتم التطبيق ولا يكون قرارًا ودليلًا فقط

فلن تكتمل المعادلة بالتنظير، حصة النشاط حتى الآن لم تُفعل في كثير من المدارس بعلم ودراية من إدارات التعليم والوزارة وتركت الباب مفتوحًا للاجتهاد، قد يكون معه تخلٍّ عن مسؤولياتها وواجباتها تجاه أبنائنا!!

أيضًا أرى أن يتم إضافة النشاط الموسيقي المباح وتطبيقه لمن يرغب في الالتحاق بالفرق الموسيقية في الجهاز العسكري وغيره، وتكون فرص النشاط متوازية حسب الرغبة والإمكانية والمهارة لكل أبنائنا.

أخيرًا أتمنى أن يتم توفير الأدوات المناسبة لحصة النشاط حسب الأهداف المخطط لها من قبل الوزارة، وأن تحاكي الواقع والمأمول منها إرضاء للطلاب وأولياء أمورهم تحقيقًا لمستقبل واعد.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store