Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله فراج الشريف

العدل.. الميزان الذي يحفظ الحياة

فغاية إرسال الرسل بالأديان كافةً، هو أن يُقام العدل بين الناس ويُمنع الظلم، فلا حياة للبشر على هذه الأرض بغير هذا، وقد اهتم الإسلام بالعدل وشرعه ومنع الظلم، فالظلم يتبعه العذاب

A A
يقول رب العزة في محكم كتابه: {إنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإحْسَانِ وَإيتَاءِ ذِي القُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الفَحْشَاءِ وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ}، فيقرن العدل بالإحسان، ومنهما أتى ذكر إيتاء القربى ما فرض الله لهم في أموال أقربائهم زكاة وصدقة وإحسانًا، ثم ينهى عن الموبقات بدءًا من الفحشاء والمنكر والبغي وكلها محرمات إذا صدرت عن البشر لم يعرفوا طريقًا إلى العدل، ونحن الآن في هذا الزمان ما أحوجنا إلى التمسك بالعدل الذي جعله ميزانًا تضبط به حركة الحياة، فالله يقول: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوِ الوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إن يَكُنْ غَنِيًّا أَوْ فَقِيرًا فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الهَوَى أَن تَعْدِلُوا وَإن تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيرًا}، فالشهادة بالحق عدل حتى لو كانت على النفس والأقربين لأن بها يتحقق العدل، والفقير والغني سواء عندما يقام العدل بين الناس، لا غناه ولا فقره يعطيه مزية تدرأ عنه حكم العدل إذا وقع منه الظلم لغيره، فما أرسل الله الرسل إلى الأرض إلا ليتحقق فيها العدل، ألم يقل ربنا عز وجل: {لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنزَلْنَا مَعَهُمُ الكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنزَلْنَا الحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ}، فغاية إرسال الرسل بالأديان كافةً، هو أن يُقام العدل بين الناس ويُمنع الظلم، فلا حياة للبشر على هذه الأرض بغير هذا، وقد اهتم الإسلام بالعدل وشرعه ومنع الظلم، فالظلم يتبعه العذاب، فربنا عز وجل يقول: {فَكَأَيِّن مِّن قَرْيَةٍ أَهْلَكْنَاهَا وَهِيَ ظَالِمَةٌ فَهِيَ خَاوِيَةٌ عَلَى عُرُوشِهَا وَبِئْرٍ مُّعَطَّلَةٍ وَقَصْرٍ مَّشِيدٍ}، ثم لهم في الآخرة عذاب مقيم {أَلا إنَّ الظَّالِمِينَ فِى عَذَابٍ مُّقِيمٍ}، ونقرأ التاريخ ونسيح في الأرض فنرى مواطن عذاب الظالمين من أمم خلت، ونرى ما يصنع الله بالظالمين، وهم بيننا نتذكر جبروتهم، ثم إذا أضعف خلق الله يوم يأتيهم العدل من الله عز وجل إذا لم يحققه البشر فيهم.. فاللهم ارحمنا بعدلك، إنك كنت للظالمين خصيمًا.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store