Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
م.سعيد الفرحة الغامدي

هل يتجدد وهج النضال الفلسطيني؟

ومن متابعة ردود أفعال القرار في المشهد الأمريكي يظهر أن الأغلبية العظمى ضد قرار ترامب الأخير كما أن هناك خلافًا داخل إدارته على التوقيت والتسرع في اتخاذ ذلك القرار الذي سيصبح وصمة عار في تاريخ السياسة الأمريكية وينزع منها ما تبقى من صفة الحيادية التي كانت تدعيها وهي غير موجودة أصلًا.

A A
بعد كل نكبة مر بها الشعب الفلسطيني يتجدد وهج المقاومة ويظهر جيل جديد يرفض الاستسلام والتخلي عن قضيته ويتصدى للتحديات من جديد، الحال في المرات السابقة لم يكن أحسن من الحالة الراهنة عندما قرر ترامب نقل سفارة الولايات المتحدة إلى القدس. وأمريكا الراعي الأساسي لمشروع الدولة العبرية بعد أن استلمت المشعل من الإمبراطورية الإنجليزية استخدمت كل الوسائل لحماية الصهاينة وقرار نقل سفارتها إلى القدس اعترافًا صريحًا بأفعال إسرائيل التوسعية على حساب الشعب الفلسطيني. والشعب الفلسطيني لديه من الإرث النضالي ما يعزز صموده ويجعله ينهض من كبواته ويقف أمام كل هجمة من أعدائه بإرادة أقوى، لأنه صاحب حق، والحقوق لا تضيع بالتقادم مهما طال الزمن.

الموقف الأمريكي من الأساس منحاز لإسرائيل واحتكارها ملف التفاوض معروف أن القصد منه ابقاء شروط اللعبة بيدها متى أرادت تحركه لما يخدم مصالحها. الكيان الصهيوني مشروع أمريكي استثماري بامتياز فكم من الأسلحة بيعت على العرب وكم من الأموال ذهبت للمصانع الحربية والخزينة الأمريكية.

الاعتراف بالقدس عاصمة للدولة العبرية حلقة من حلقات سياسة القوة والهيمنة والاستهتار بالقانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة وحقوق الإنسان.. لماذا تفعل أمريكا كل هذا؟ والإجابة لأنها تقدر..! وهذا شأن القوي في مواجهة الأقل منه قوة في عالم السياسة. والقضية الفلسطينية لا يوجد لها مثيل في تاريخ الإنسانية لأنها امتزجت بتاريخ صراع البقاء اليهودي الذي كان للعرب باعًا طويلًا في التعاطف معهم ورغم ذلك دفع الفلسطينيون الثمن أي الانتقام من الضحية كما قال إدوارد سعيد المفكر الفلسطيني الذي مات وهو يناضل من أجل القضية ومن أجل رفع الظلم عن الدول المضطهدة والذي كان ينادي بحل دولة واحدة على أرض فلسطين ويصبح اليهود أقلية فيها.

الحدث الأخير الذي نحن بصدده يجب أن يستغل ما يحظى به من الزخم الإعلامي وحشد كل الجهود العربية والإسلامية للدفاع عن القدس بصفتها عاصمة إسلامية مسيحية لا يمكن استئثار الصهاينة اليهود بها كما يزعم الصهاينة بدعم الولايات المتحدة الأمريكية.

لقد أتت كل ردود الأفعال في تاريخ مقاومة الاحتلال بمفاجآت شدت أنظار العالم ولعل المفاجأة في هذه المرحلة تكون أكثر تركيزًا وتنظيمًا تثبت للعدو ولمن يقف خلفه بأن القضية لن تموت وأن الشعب الفلسطيني لن يستسلم وأن الأجيال ستظل تناضل حتى تنتصر باذن الله تعالى.

ومن متابعة ردود أفعال القرار في المشهد الأمريكي يظهر أن الأغلبية العظمى ضد قرار ترامب الأخير كما أن هناك خلافًا داخل إدارته على التوقيت والتسرع في اتخاذ ذلك القرار الذي سيصبح وصمة عار في تاريخ السياسة الأمريكية وينزع منها ما تبقى من صفة الحيادية التي كانت تدعيها وهي غير موجودة أصلًا

.

الدول العربية والإسلامية بإمكانها عندما تتوفر الإرادة السياسية معاقبة الموقف الأمريكي بتجميد العلاقات معها لأنها تمادت في الاستخفاف وتجاهل القانون الدولي وقرارات الأمم المتحدة، والأهم من كل هذا أن يكون هناك رد فلسطيني حازم وحاسم مثل الذي حصل عندما حاول الكيان الصهيوني إغلاق أبواب المسجد الأقصى أمام المصلين، وتاريخ القضية يثبت أنه مع كل نكبة يتجدد وهج المقاومة الفلسطينية ويستمر النضال.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store