Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالعزيز حسين الصويغ

انتفاضة!!

A A
مع اشتعال قضايا ساخنة في العديد من دول المنطقة، وتصدّرها بقية الأحداث، عمدت الحكومة الأمريكية إلى تجميد كل المساعي الهادفة لاستئناف المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية، وتقلَّصت القضية الفلسطينية إلى مرحلة متأخرة في الاهتمامات الأمريكية. وجاء قرار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب أخيرًا بنقل سفارة واشنطن للقدس ليُكرِّس هذه الحقيقة، ويُؤكِّد اعتراف واشنطن بشرعية الاحتلال الإسرائيلي للقدس، والمستعمرات والأراضي الفلسطينية، ويُؤكِّد السياسة الفعلية التي اتخذتها كافة الإدارات الأمريكية السابقة.

** **

الخيار الباقي أمام الفلسطينيين -كما أكدنا في مقال يوم أمس- هو إيقاف كل حديث عن المفاوضات مع إسرائيل على المستوي الدولي، والتوجُّه للعمل السياسي في المحافل الدولية لكشف التوجُّهات الإسرائيلية، ومن جهةٍ أخرى تبنِّي خيار أكدنا عليه مرارًا منذ سنوات.. وهو اعتماد خيار الانتفاضة في الأراضي الفلسطينية.

** **

وهكذا تزداد الحاجة إلى انتفاضة فلسطينية جديدة، إلى جانب المسار السياسي والدبلوماسي، ترتكز على خطة مشتركة تُعزّز بالتمويل اللازم. وبهذا يكون الشعب الفلسطيني هو صاحب القرار. فإذا كانت انتفاضة «الربيع العربي» لم تُحقق أماني الشعوب العربية المنتفضة، فإنها جمّدت التعامل مع القضية الفلسطينية، الأمر الذي يتوجب معه على الجانب الفلسطيني أخذ الزمام بنفسه، والتعامل مباشرةً مع كافة تشعُّبات قضيتهم دون «الاستعانة بصديق».. وهذا لا يتم إلا من خلال الانتفاضة وحدها.

#

نافذة:

إن الجماهير الشعبية المتسلِّحة بالإرادة والتصميم قادرة على انتزاع أمانيها دون انتظار الدعم أو المساندة من أحد، وأرى في بعض الانتفاضات العربية درسًا لشباب فلسطين للقيام بانتفاضةٍ جديدة، سلاحهم فيها المقاومة المدنية، وقوة وإيمان الشعب الفلسطيني بحقه وإصراره على استرداد وطنه الضائع دون يأس أو تراجع.

عبدالعزيز الصويغ، مقال: (انتفاضة جديدة) - المدينة 17 سبتمبر، 2011

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store