Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد خضر عريف

ماذا أنتم فاعلون الآن يا شرفاء اليمن؟!

إنها حقاً لحظة الصحوة، والكل يترقب انتفاضة صنعاء وعاصفتها التي ستقتلع شجرة الزقوم الحوثية وتحرقها وتحرق بحطبها أطماع إيران الفارسية المجوسية، ولن تنبت في أرض اليمن السعيد بعد اليوم إن شاء الله إلا الأشجار المثمرة العربية

A A
لطالما سمعنا سؤالا يتردد: هل سينقلب الحوثيون على علي عبدالله صالح؟، وهو سؤال خاطئ، والسؤال الذي كان ينبغي أن يُسأل: متى سينقلب الحوثيون على علي عبدالله صالح؟ إذ إن انقلابهم عليه كان من البدهيات، فهذه الشرذمة، لا عهد لها ولا ذمة، ما كانت تحلم بأن تحصد من الغنائم عُشر ما حصدته بمؤازرة صالح، ولم تضع أيديها في يديه إلا وهي تخطط منذ اليوم الأول للتخلص منه عند أول فرصة، وقد واتتها الفرصة حين صرّح الرئيس المغدور تصريحه الأخير الذي عرّى فيه عصابات الحوثي وكشف أمام الشعب اليمني ما جنته أيديهم الآثمة من دمار وخراب لليمن، وتعطيل لمؤسساته، ونهب لثرواته، وحاول أن يمد يده لجيران اليمن وأشقائه العرب داعيا إياهم «لفتح صفحة جديدة»، وهذه الكلمات الثلاث كانت بمثابة قرار الإعدام الذي أصدره رئيس العصابة، كما صرح بنفسه دون خجل أو حياء، ووصف اغتيال صالح بأنه حدث مهم واستثنائي، وهو أمر يندر حدوثه أن يعترف شخص ما عيانا بيانا بمسؤوليته المباشرة عن قتل إنسان على رؤوس الأشهاد، دون تقدير لعواقب الأمور، وقد يكون من المؤكد أنه سيُحاكم عاجلا أو آجلا أو أنه سيلقى المصير نفسه، وهذا الغِرّ: الصبي الخادم المطيع لإيران لم يعبأ بالمواثيق الدولية، قبل أن يعبأ بنقمة أتباع صالح وأنصاره الذين يمثلون الشريحة الأكبر من اليمنيين، حين قتل زعيمهم ومثَّل بجثته، بعد أن استعمل نصرته وأحرق جنوده وحرسه الجمهوري وقودا في معركة فُرضت على اليمن من قِبَل دولة المجوس لتضرب العرب بالعرب، وتزعزع أمن واستقرار دول الجوار، ولم يتحقق لها من ذلك شيء يذكر، فها هي دول الخليج العربي في أوج أمنها واستقرارها ورخائها الاقتصادي، ولم يتحرك في أي مدينة أو قرية فيها حجر من مكانه، بينما ومع الأسف الشديد، لم ينجُ شارع واحد في أي مدينة أو قرية يمنية من الدمار والخراب، بسبب ما جنته أيدي أعداء اليمن أذناب الفرس والمجوس. والسؤال الذي يطرح نفسه الآن: ماذا أنتم فاعلون الآن يا شرفاء اليمن؟ بعد أن خانكم الحوثيون مرات ومرات، وانتهى بهم الأمر بقتل أحد زعمائكم شر قتله، وفاخروا بقتله. هل ستضعون أيديكم في أيديهم الملطخة بدمه ودماء مئات آلاف اليمنيين، وهل ستعاودونهم وهذا أثر فؤوسهم ظاهر للعيان؟ وهل ستسمح حميتكم ونخوتكم العربية والإسلامية بأن تقبلوا الدنيّة؟ وأين الحكمة اليمانية؟ لعلكم جميعا تعرفون أن هذه العصابة الإيرانية قليلة العدد والعدة، وما كان لها أن تتمكن من ضرب بعض المواقع، وأكثرها مواقع مدنية، إلا بمؤازرة المؤتمر الشعبي العام، والآن، تفرَّق الجمعان، فهلا مددتم أيديكم لإخوتكم العرب الذين لا يريدون لكم ولبلادكم إلا الخير، بينما تتربص بكم إيران وتمتد أيديها لضربكم عن طريق «قفازات» حوثية، تماما كقفازها المسمى «حزب الله» في لبنان، وقفازها المسمى «الحشد الشعبي» في العراق. إنها حقا لحظة الصحوة، والكل يترقب انتفاضة صنعاء وعاصفتها التي ستقتلع شجرة الزقوم الحوثية وتحرقها وتحرق بحطبها أطماع إيران الفارسية المجوسية، ولن تنبت في أرض اليمن السعيد بعد اليوم إن شاء الله إلا الأشجار المثمرة العربية.
contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store