Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

مكة المكرمة والمشروع الأعظم

ملح وسكر

A A
سعدت قبل أيام بالمشاركة ضمن مجموعة من الأحبة الكرام بزيارة لمعرض مشروع الملك عبدالله لتطوير الحرم المكي الشريف، بترتيب من معالي الدكتور/ فؤاد غزالي أمين العاصمة المقدسة سابقًا وعضو مجلس المنطقة حاليًا المشرف على هذا الملف في المجلس.

المعرض المنظم بعناية فائقة ودقة بالغة، تنظيم يشمل التسلسل التاريخي والتخطيط الحضاري للحرم المكي الشريف وما حوله. إنها التوسعة السعودية الثالثة، وهي أكبر التوسعات وأشملها وأعظمها تكلفة. ولعلّ من ميزات المشروع تكليف لجنة علمية فنية من أعضاء هيئة التدريس السعوديين في بعض الجامعات السعودية، وعلى رأسها جامعة الملك عبدالعزيز بحكم القرب الجغرافي والاختصاص العلمي، كما تضم اللجنة المشرفة ولجانها الفرعية أعضاء من جامعات أم القرى والملك سعود وطيبة، وبين وزارة المالية واللجان العاملة تعاون وثيق ومستمر.

ومن التصاميم الجميلة الرائعة، والمجسدة تجسيدًا دقيقًا، تم اختيار التصاميم الداخلية للحرم الشريف، ومضت عمليات التوسعة قدمًا منذ سنوات، وربما هي اليوم في طور اعتماد المراحل الأخيرة كي تنتهي خلال فترة وجيزة بإذن الله تعالى.

وأما نظم النقل والموصلات من وإلى الحرم الشريف فلا تزال (حسب الذي علمناه من الزيارة) تحت الدراسة للخروج بتصور نهائي، وهو أمر موكل إلى الهيئة العليا لتطوير منطقة مكة المكرمة التي يرأسها سمو أمير المنطقة. الجميل في الأمر تعدد الخيارات والنماذج، وكل منها مبني على فرضيات ودراسات متعمقة ولقاءات متعددة شملت ورش عمل وحلقات علمية شارك فيها عدد من كبار الخبراء حول العالم في إدارة الحشود وفي تصميم وسائل النقل سواءً كانوا زملاء محليين أو مهتمين عالميين تمت دعوتهم للمشاركة في مشروع ربما يكون الأوحد من نوعه، إذ الكعبة المشرفة هي القلب النابض الثابت الذي لا يمكن نقله أو تغيير وظائفه على عكس ما يمكن فعله في مشروعات دنيوية أخرى.

ظني أنه لن يكون بعيدًا اليوم الذي تنتظم فيه أبعاد المشروع الجليل كاملة لتؤدي وظائفها بكل يسر وانسيابية مستوعبة الزيادات الضخمة في أعداد الزوار والحجاج والمعتمرين كما هو مقرر في رؤية 2030.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store