Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سامي سعيد حبيب

القدس.. ووعد ترامب

A A
مضت أيام الأسبوعين الماضيين مشحونةً على المستويات المحلية والإقليمية والعالمية بالمشاعر المتناقضة والآراء المتعاكسة والتصريحات والتصريحات المضادة ومقاطع الوسائل «الميديا» التي انتشرت على صفحات النت والمسيرات المنددة في العواصم وكبريات المدن العالمية احتجاجًا على وعد ترمب الأحمق وما يحمله ذلك الوعد المشؤوم الذي قضى على كل الحلول «السلمية»، وعلى المزيد من المخاطر لتفجير المنطقة العربية والإسلامية، بل وجرّ العالم أجمع نحوحروب هائلة غير مسبوقة تُعيد البشرية إلى الوراء عشرات الألوف من السنين، ذلك الوعد الظالم الذي يمنح الكيان الصهيوني موقع المسجد الأقصى ومدينة القدس وما حولها من الأرض المباركة لدى المسلمين في القرآن الكريم، يهبها عاصمةً أبدية للدولة الصهيونية.

طبعًا، إن هذا الوعد الترمباوي الأعمى والمشؤوم مرفوض جملةً وتفصيلًا من قِبَل العالمين العربي والإسلامي، بل وحتى من قِبَل بقية دول وشعوب العالم، فهو كسابقه وعد بلفور: عطاء من لا يملك لمن لا يستحق . ترمب وبعد أن وقف بحائط البراق بالقدس الشريف، والذي يطلق عليه اليهود حائط المبكى، معلنًا ولاءه العملي المطلق للصهيونية، عاد إلى بلاده الولايات المتحدة الأمريكية معلنًا من هناك وعده بالقدس عاصمة دائمة لإسرائيل، الدولة العنصرية العدوانية المغتصبة لفلسطين التاريخية، وكالعادة لجأ المسلمون بشكوى لمجلس الأمن يتظلَّمون عند أعتابه لكن دون جدوى، فشكواهم التي أنابوا عنهم منظمة التعاون الإسلامي التي تضم في عضويتها 57 دولة مسلمة. ولم يخيب النظام العالمي الجائر ظنّهم، إذ أحبط الفيتو الأمريكي مشروع القرار، ومن ثمّ تنادوا إلى رفع المعضلة للجمعية العمومية للأمم المتحدة التي ليس لديها صلاحيات لإصدار قرارات ملزمة.

بلغ الأمر «بالدبلوماسية» الأمريكية أن قامت مبعوثة الرئيس الأمريكي لدى الأمم المتحدة «نيكي هيلي» بتهديد جميع دول العالم التي تُعارض أو لا تقف مع إدارته في تأييد وعده المشؤوم بجعل القدس عاصمة أبدية لإسرائيل بشكلٍ وقح وفظ في سابقة تاريخية، كما قام هو بالتأكيد شخصيًا على تلك التهديدات التي وجّهت ضربة قاضية لما يُسمَّى بالحل السلمي للقضية الفلسطينية، ليُؤكِّد أن الحل للقضية الفلسطينية خصوصًا القدس الشريف هو حل عسكري، وليس حلًا تفاوضيًا، إذ لم يبقَ ما يمكن التفاوض بشأنه، كما تعتبر كل المفاوضات -خصوصًا بشأن القدس الشريف- الذي هو مشكلة يهودية - إسلامية، لا حل سلمي لها، وأن فيما حصل مقدمات لحروب طاحنة بين شعوب المنطقة والدول التي تحاول استعبادها.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store