أخي العزيز: من روائع الإمام الغزالي: كي تنجح في الحياة تحتاج إلى أمرين: الثقة بالنفس.. والتجاهل.
كل المخاوف تجلب لك الهموم، إلا الخوف من الله، فإنه يجلب لك أعظم شيء (ولمن خاف مقام ربه جنتان).
قال الإمام ابن القيم -رحمه الله- نقلاً عن بعض الصالحين: من عرف الله تعالى صفا له العيش.
أخي العزيز: إن حسن الخلق من فضائل الإنسان العاقل، أما الصبر على الإساءات فهي من صفات الإنسان المؤمن.
إن علاقتنا مع الناس تدوم وتستمر بالتغاضي، لكنها تمرض بالتدقيق.
بالصبر تتجاوز الهموم، وبالصمت تتجاوز الحماقات، وبالكلمة الطيبة تتجاوز الكراهية.
إذا مات (القلب) ذهبت الرحمة، وإذا مات (العقل) ذهبت الحكمة، وإذا مات الضمير ذهب كل شيء.
أخي العزيز: إن الله أمر نبيه -صلى الله عليه وسلم- بالصفح الجميل والهجر الجميل والصبر الجميل، فعندها يكون هجر بلا أذى، وصفح بلا عتاب، وصبر بلا شكوى.
قال لقمان الحكيم: إن من الكلام ما هو أشد من الحجر، وأنفذ من وخز الإبر، وأمرّ من الصِبر، وأحرّ من الجمر، وإن من القلوب مزارع، فازرع فيها الكلمة الطيبة، فإن لم تنبت كلها ينبت بعضها.
أخي العزيز: رسولنا الكريم المحفوظ بنور الله والمكلوء برعاية الله، ابتلي في دينه، وفِي عرضه، وفِي أصحابه، وفِي داره، و ما زاد على أن قال: اللهم اغفر لقومي فإنهم لا يعلمون.
بعض عباد الله يكون لهم عند الله منزلة لا يبلغونها إلا بالابتلاء، والله إذا أحب عبداً ابتلاه حتى يرفع درجته.
قيل عن رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه-: مجنون. وشاعر، وصاحب أساطير، وقال الله تعالى: إنَّا كفيناك المستهزئين.
أخي العزيز: كن مع الله ولا تُبالِ، وإذا كان الله معك فلن تفتقد أحداً، احفظ الله يحفظك، احفظ الله تجده تجاهك، وإذا سألتَ فاسأل الله، وإذا استعنتَ فاستعن بالله، واعلم أن الأمة لو اجتمعت على أن ينفعوك بشيء لن ينفعوك إلا بشيء قد كتبه الله لك، ولو اجتمعت على أن يضروك لن يضروك إلا بشيء قد كتبه الله عليك، رُفعت الأقلام وجفَّت الصحف.
أخي العزيز: وقف رسول الله -صلوات الله وسلامه عليه- أمام الكعبة الشريفة فقال: ما أعظمك وأعظم حرمتك، وللمؤمن أعظم حرمة عند الله منك، إن الله حرم منك واحدة وحرم من المؤمن ثلاثاً: دمه وماله وأن يُظن به ظن السوء.
كن مع الله يكن الله معك.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
