Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
د. عادل خميس الزهراني

من أجل العربية: قل ولا تقل.. افعل ولا تفعل!

أرجوكم.. تحدَّثوا إلى العامل والعاملة باللغة العربية اليومية التي تستخدمونها، وتذكَّروا دومًا أن للعربية دينًا في أعناقنا.. فليُحاول كل مِنَّا أن يرد جزءًا منه، وفق استطاعته

A A
عزيزي العربي.. عزيزتي العربية:

ينتهي ديسمبر، شهر الاحتفاء بالعربية ولا تنتهي اللغة العربية ولن تنتهي. لذلك أترك بين يديك عددًا من النصائح والإرشادات المباشرة التي تساهم في خدمة وتعزيز لغتنا الأم ورمز هويتنا وتميزنا بين الأمم:

- تعلُّم لغة أجنبية أمر مهم لأبنائك، لكن تعلُّم اللغة العربية أهم بطبيعة الحال. واعلم أن اختياراتك وقراراتك بشأن تعليمهم هي التي ستساهم في تأطير قِيمهم ومبادئهم المستقبلية. فإن كانت المدارس العالمية هي الخيار مثلاً، فلابد من الحرص على تأسيس لغة الأبناء العربية تأسيسًا جيدًا.. أقول هذا، وأنا أدرك أن عددًا كبيرًا من أولياء الأمور يشتكون من تراجع مستوى عربية أبنائهم وبناتهم؛ لأنهم لا يتعلمونها ولا يُمارسونها في المدرسة، لأولياء الأمور هؤلاء، أقول: المشكلة ليست في الأبناء، ولا في المدرسة بالطبع.. المشكلة فيكم أنتم.. وفي إيمانكم بهويتكم!!

- عزيزتي الأم العربية (حاليًا أو مستقبلًا): لتكن الأسماء العربية اختيارك الأول والوحيد لأبنائك وبناتك!! فالمعجم العربي ثري بمئات الآلاف من الأسماء والاشتقاقات التي تحيل إلى كل الدلالات المشرقة والعجيبة.. واعلمي أن افتتانك العميق والأوحد بالأسماء الأجنبية ليس إلا صورة من صور الاستلاب الثقافي الذي يسيطر عليك ويُصوِّر لكِ الاسم الأجنبي محلق الصورة والدلالة، رغم أنه –أي الاسم الأجنبي- لا يعني أحيانًا إلا: (رائحة زهرة روسية في صباح خريف بارد بعد أن تطأها أقدام بقرة قيرقاستانية جائعة)!

- عزيزي التاجر الذي تُغريك أحلام النوم واليقظة بما في جيوبنا من ثروات: رزقك الله من واسع فضله.. لكن اعلم أن العلاقة بين هذا الرزق وبين اسم المحل الأجنبي ليست مضمونة على الدوام.. أعني أن ما يضمن لك النجاح -بعد توفيق الله- عدّة عوامل اقتصادية تتصل بالمكان والزمان والمحتوى ومستوى الخدمة واستدامتها وغيرها.. لكن «الاسم الأجنبي» ليس شرطًا من هذه الشروط، كما تعلم.. ولكَ في: (أبوزيد، وماما نورة، وشواية الخليج، وخيال، والرومانسية، وعمو حمزة)... وغيرها، نماذجُ نجاح زادها الاسم العربي شرفًا وزهوًا.

هذا ينطبق بالطبع على ظاهرة عربات الطعام، التي ظهرت -للأسف- مثل طفح جلدي لا أكثر.. وحينما ألاحظ اتجاه صغار التجار والتاجرات للأسماء الأجنبية، أُدرك أنه طفح جلدي مستورد للأسف!!

- وكما أشرتُ في المقال السابق، وأكرر هنا: أرجوكم.. تحدَّثوا إلى العامل والعاملة باللغة العربية اليومية التي تستخدمونها، وتذكَّروا دومًا أن للعربية دينًا في أعناقنا.. فليُحاول كل مِنَّا أن يرد جزءًا منه، وفق استطاعته.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store