Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

التنوّع قيمة مُستدامة

القافلة تسير

A A
* كنت حذرًا حتى لا أكتب «التعدد» بدلًا من التنوع حتى لا يهرع أولئك الذين في قلوبهم مرض ويتهمونني بما لم أقصد في كلامي لهذا وجدت الخلاص المريح في مفردة وديعة مسالمة «التنوّع» من اختلاف الأنواع وتعدد تصنيفاتها.

* تنوّع المأكولات، الألوان، الفنون، الأزياء، الطبيعة، المذاهب، التيارات وحتى الأمزجة تُعتبر قيمة ثمينة، لا يمكن تصور مجتمع مستنسخ من طبعة واحدة يحمل كل أفرادها ذات الصفات والتوجهات والذوق وحتى اليقينيات، ستكون الحياة حينها جحيمًا لا يُطاق. الطبيعة البشرية أفرادًا وجماعات لا تحتمل ولا تقبل حياة مستنسخة، كربونية، مُملة، باهتة، حيث تفتح الوعي الإنساني على التنوع والاختلاف في كل شيء ابتداءً من أعراق البشر وسلالاتهم وثقافاتهم وما تعارفوا عليه بحكم الموروث وما تفرضه عليهم الطبيعة والتآلف معها وبها، فعلى سبيل المثال أهل الشمال (بالنسبة لخط الاستواء) غير أهل الجنوب وأهل المشرق يختلفون ثقافيًا عن أهل المغرب وأهل الصحراء يختلفون قطعًا عن أهل الحواضر والسواحل والجبال.

* هب أن أقليمًا وطنًا، مناطق (جميع) السكان دون استثناء يعيشون نمطًا موحدًا في كل شيء هل يمكن تخيل شكل الحياة فيها؟ حتى بين الأسرة الواحدة مهما كان عددها يوجد اختلافات في النظر لماهية الحياة بشكلها العام ما بالك بكيفية التعاطي مع تفاصيلها ومن الصعوبة بل من الاستحالة في الغالب أطرهم على نمط واحد وشكل واحد وذوق واحد وربما حتى في نقاء الاعتقاد وممارسة الشعائر الدينية.

* لنعترف إذًا بأهمية وقيمة التنوع وأنه نعمة لا نقمة يُجيّش ضده الدهماء.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store