Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

ثورة الغلاء في إيران.. وظهر البعير!

هل ستنجح هذه المظاهرات في الإطاحة بالحكومة الإيرانية ومرشدها الأعلى أم أنها ستقمع ويزج المتظاهرون في السجون كما حدث في 2009م

A A
في كتب المطالعة عبارة لا أعرف إذا كانت لاتزال يحفظها الصغار ويكتبونها في دفاتر الخط والإملاء كما كنا نفعل، أم أنها اندثرت مع غيرها من المندثرات، ليس كتاب المطالعة ولا العبارات مقصدنا، بل فلسفة العبارة « من زرع حصد» كنا نفهمها على أنها خاصة بالزرع وحصاد الثمر، ثم توسعت مداركنا، وتعمق فهمنا، فعرفنا أنها تنطبق على كل فعل مادي أو معنوي، كفعل الخير، يمثل زرعاً حصاده ثواب وأجر ومحبة الخالق والخلق، وفي المقابل فعل الشر، زرعٌ حصادُه شر، مهما بدا للزارع غير ذلك، حتى لو أنه زرع بذور شروره في أرض غير أرضه إلا أن الرياح تأتي محملة بها ثم تطرحها في أرضه كما يحدث الآن في إيران.

اشتعلت المظاهرات في كل مكان، احتجاجاً على الفقر وغلاء الأسعار، أو كما أطلق عليها» ثورة الغلاء» وارتفاع نسب البطالة، لأن مليارات إيران تنفق على حزب الله في لبنان، والحوثي في اليمن، سوريا والعراق، أسلحة وصواريخ باليستية، أموال تبعثر هنا وهناك لزرع الفتن وإثارة الفوضى في المنطقة دون أن تطلق سهماً أو صاروخاً إلى إسرائيل العدو الأزلي المزعوم لإيران.

من زرع حصد، حكمة تغرس في وعي الصغار درساً في كتاب المطالعة، ثم تتوسع المدارك كلما تقدم بهم العمر، ومرُّوا بتجارب، ربما لا يوجد لدى إيران كتاب المطالعة، ولم يتعلم حسن روحاني، أن سياساته العدوانية ضد دول الجوار، أجهضت صبر الشعب الإيراني، وأشعلت جذوة الغضب في صدره، فانتفض الشعب الإيراني من مشهد إلى طهران، وإلى « قم « قلعة المذهب الشيعي، ومركز الاستقطاب، لغرس بذور الكراهية في عقول من يأتيها طالباً للعلم والفقه الشيعي، فتتم عمليات الشحن والتحريض ضد أوطانهم، يعودون وقد اسودت قلوبهم كسواد جدار الحسينيات التي يحتفلون فيها بموالد آل البيت، وعاشوراء ثم يتخيرون من يعيدون استنباته في وطنه ينفذ مخططهم الإرهابي، مدعوماً مكفولاً بالسلاح والمال، مثل حسن نصر الله في لبنان وحزبه الشيطاني، وعبد الملك الحوثي وأعوانه الذين دمّروا اليمن.

حسب صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، فإن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب حمَّل إيران مسؤولية كل أزمات الشرق الأوسط حتى الآن، وأشار إلى أن إيران تنشر الموت والخراب والفوضى في جميع أنحاء العالم.

إذاً انتفض الإيرانيون الغاضبون من حكومة الرئيس الذي كان في ظنهم إصلاحياً، لكنه سار على ذات النهج العدواني، كذلك بالنسبة للمرشد الأعلى آية الله على خامنئي، الشعب الإيراني يواجه القمع والموت من أجل تغيير النظام الذي أنهكه وأفسد صورته، بالتدخل في شؤون الآخرين، وإشعال الفتن في كل مكان، في اليمن يعيثون قتلاً وفساداً، ليس لهم صاحب ولا حليف، غدروا بحليفهم الذي سلمهم مفاصل الجيش والحكومة في اليمن، وفي لبنان البلد السياحي الجميل، لازال يعاني من ضعف السياحة، خصوصاً الخليجية، فالسائح لا يغامر بأمنه وحياته في وضع أمني غير مستقر وبأيدي ثلة متهورة تظن نفسها وكيل الله على الأرض.

هل ستنجح هذه المظاهرات في الإطاحة بالحكومة الإيرانية ومرشدها الأعلى أم أنها ستقمع ويزج المتظاهرون في السجون كما حدث في 2009م، عندما احتج الشعب الإيراني على نتائج الانتخابات الرئاسية في 12يونيو 2009م، واتهمت الحكومة بتزوير نتائج الانتخابات، لكن نجادي الذي نجح وقتها بولاية ثانية، رغم الغضب الشعبي، استطاع قمعه وإسكاته، فهل يتمكن روحاني وآية الله علي خامنئي من القضاء على ثورة الغلاء التي اندلعت الخميس الماضي ومازالت في الانتشار كالنار في الهشيم، أم أنها القشة التي قصمت ظهر البعير؟!.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store