Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

كلاكيت 1: الأفيون آفة أمريكية جديدة!

ملح وسكر

A A
الرزايا والبلايا التي تعصف بالمجتمعات الغربية لا حدود لها، نتيجة الانحرافات التي تعاني منها، والنابعة من أصول المسلمات التي تحتكم إليها، والمناهج التي تسير على هديها. ومهما بدا من جماليات وزركشات على وجوه هذه المجتمعات، فإن الخافي أعظم، والبثور الداخلية أشد وأنكى.

اليوم تعيش الولايات المتحدة الأمريكية تحديًا اجتماعيًا وسلوكيًا خطيرًا متفاقمًا، هو الإدمان على الأفيون (opioid). والأفيون هو الخطوة المتوقعة التي أعقبت تشريع السماح بتعاطي الحشيش في معظم أرجاء القارة الكبيرة، وكذلك لا فكاك من اتباع المفسدة بالمفسدة. إنها طبيعة الانحراف البشري عن منهج الله وشرعه.

وفي العام 2016م وحده تُوفي 64 ألف أمريكي من جراء تناول جرعات زائدة عن الحد؛ من الأفيون والهيروين والأفيون الصناعي، أي بنسبة زيادة 20% عن عام 2015م، وهذا العدد الكبير يبلغ 4 أضعاف عدد المتوفين للأسباب نفسها عام 2000م.

وفي قضايا هذه الممارسات الاجتماعية والسلوكية المدمّرة، غالبًا ما يتناول المشرِّع الأمريكي الأسباب الظاهرة، ولا يتناول الجذور العميقة الكامنة! وعندما يفعل ذلك، يُحاول دائمًا إظهار الجانب العاطفي المتسامح مع المشكلة، المنادي بحلها وديًا ومعنويًا بالرغم من ارتفاع كُلفة هذه المعالجة التي بلغت 500 مليون دولار فقط في عام 2016م من الميزانية الفيدرالية، ناهيك على أضعافها مما تُنفقه حكومات الولايات المحلية منفردة، وما يُنفقه الآباء، وما تدفعه شركات التأمين.

إنها ظلمات بعضها فوق بعض! ولذلك تصطدم بالحلول التي يحسبها صاحب القرار وجيهة، وما هي بوجيهة، لأن المحصلة هو تزايد أعداد المدمنين، ومن ثم تزايد أعداد المتوفين عامًا بعد عام، إنه كالجرح الذي لا يندمل حتى يأتي على الجسد بأكمله، ولو بعد حين.

إنها المعيشة الضنك التي هي جزء من الانحراف عن المنهج الحق، وهي ضنك حتى بالمقياس البشري المجرَّد، إذ يقف أساطين الغرب حائرين أمام معضلات ومشكلات وأزمات ربما يُحسنون تحليل بعض جوانبها من شاكلة: كيف؟ لكنهم لا يُجيدون الإجابة على: لماذا؟، لأنهم باختصار يربطون بين الظاهرة وأسبابها الظاهرة دون الخوض في الأعماق المحجوبة الداكنة!!

وفي مقال الغد بقية.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store