Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
إبراهيم محمد باداود

الجميع سواسية

A A
من العناصر الأساسية لاستقرار المجتمعات العدل والمساواة في التعامل مع أفراده، فالمساواة بين الناس على اختلاف الأجناس والألوان واللغات والأطياف والشرائح أحد المبادىء الرئيسية للتشريع الإسلامي مما جعل منه تشريعاً فريداً يختلف عن باقي التشريعات التي تقسم الناس إلى طبقات تبعاً لمعايير معينة وتفرق بينهم استناداً إلى الجنس أو اللون أو القوة أو المال أو الجاه أو غيرها من التصنيفات الأخرى والتي عمد الدين الإسلامي إلى إلغائها وتأكيد المساواة بين البشر في الحقوق الإنسانية وحصر معيار التفاضل بينهم في التقوى فقط وهو معيار يستطيع الوصول إليه جميع البشر ويساهم في رقيهم وسموهم وتقدمهم ولا يعمل على تفريقهم وتقسيمهم إلى طبقات أو فئات .

لقد أسس هذا الوطن المعطاء على شريعة الإسلام ، وقد حارب الإسلام العادات الجاهلية للتفرقة بين البشر وجعل مكانها العدل والمساواة خصوصاً في الحدود والتي يتم تطبيقها دون تفريق بين شريف وضعيف، فالجميع سواسية أمام شرع الله، وقد أكد النائب العام هذا المبدأ عندما صرح أول أمس عن صدور أمر كريم بالقبض على 11 أميراً كانوا قد تجمهروا في قصر الحكم يوم الخميس الماضي مطالبين بإلغاء الأمر الملكي الذي نص على إيقاف سداد الكهرباء والمياه عن الأمراء، كما طالبوا بالتعويض المادي المجزي عن حكم القصاص الذي صدر بحق أحد أبناء عمومتهم، وبالرغم من أنه قد تم إبلاغهم بخطأ تصرفهم هذا ، لكنهم رفضوا مغادرة قصر الحكم، فصدر الأمر الكريم بالقبض عليهم وإيداعهم سجن الحائر تمهيداً لمحاكمتهم .

في هذا الموقف رسالة واضحة بأننا أصبحنا نعيش عصراً مختلفاً يقف الجميع فيه سواسية أمام الشرع، فمن لم ينفذ الأنظمة والتعليمات ستتم محاسبته كائناً من كان، وتأتي هذه الحادثة تأكيداً لسياسة الحزم التي تنتهجها الدولة بصدد كل من يخالف التعليمات والأنظمة، فبعد التأكد بعدم جدوى التفاهم والحوار والالتزام بالتوجيهات يأتي الحزم بأقوى صوره، إذ ذكرت وسائل الإعلام بأن « كتيبة السيف الأجرب « التابعة للحرس الملكي قد قامت بإلقاء القبض على أولئك الأمراء وهي كتيبة ترتبط مباشرة بسمو ولي العهد ويزيد عدد أفرادها على 5000 عسكري من مختلف الرتب العسكرية .

إنها حادثة مهمة تقدم العديد من الرسائل والدروس وفي مقدمتها أننا نعيش في عصر القانون والنظام والذي يطبق على الجميع كائناً من كان ، فالعدل أساس الحكم ومن تثبت عليه تهم الفساد ومن لم يلتزم بالأنظمة والتعليمات فلن يكون أمامه إلا الشرع ولن يكون هناك مجال للاستثناءات أو الإعفاءات أو الوساطات بل سيطبق النظام على الجميع وسيتم بذل كل الجهود للمحافظة على أمن واستقرار الوطن من عبث العابثين وفساد المفسدين .

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store