Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سلطان عبدالعزيز العنقري

التأقلم..

فأتت تلك الأوامر الملكية لكي تساعد الناس في التكيف عليها حتى يستطيعوا أن يبرمجوا ميزانياتهم وفق دخلهم المستقبلي ،وحتى لا تصبح هناك فجوة تخل بالأمن الاجتماعي ألا وهي حياة المواطن ومعيشته

A A
التأقلم هو التعود على شيء لم يتم التعود عليه من قبل. بمعنى آخر هو التكيف وفق ظروف لم يتعود عليها الشخص من قبل. في عهد سلمان بن عبدالعزيز- يحفظه الله - مررنا بمرحلتين للتأقلم، المرحلة الأولى هي مرحلة التأقلم الطبيعي وهي العودة للحياة الطبيعية التي يعيشها جميع خلق الله على وجه هذه البسيطة بدون وصاية من أحد من خلقه علينا، وتخلصنا من مصطلحات أتت بها جماعة الإخوان (بمسمى الصحوة)، والتي ابتلينا بها لعدة عقود تسلط فيها أقلية على أكثرية، ونجح سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده في تحريرنا من سطوة تلك الجماعة الإرهابية التي لا تعرف من الدين الإسلامي الوسطي الذي يكرم بني آدم إلا مسماه فقط ،حيث نجحت تلك الجماعة بالمتاجرة بالدين لعقود مثل بالضبط الملالي والآيات في إيران التي تتاجر باسم الدين والمذهبية البغيضة وسرقة المال العام وأخذ الخُمس من المغفلين والسذج.

أما المرحلة الثانية من التأقلم فهي مرحلة ضريبة القيمة المضافة والتي وُضعت لكي يكون للدولة مورد آخر ،كما هو معمول به في جميع الدول المتقدمة والمتأخرة ، تعينها على تسيير مصالح البلاد والعباد كمصدر دخل لمشاريع استثمرت فيها الدولة من أجل رخاء ورفاهية المواطن، ولكن «اللغط « الذي صاحب تلك الضريبة كان يكمن في تطبيقها بشكل مفاجئ وسريع أضاف على المواطن أعباء لم يعهدها من قبل ولم يتأقلم عليها ويتكيف معها، فأتت تلك الأوامر الملكية لكي تساعد الناس في التكيف عليها حتى يستطيعوا أن يبرمجوا ميزانياتهم وفق دخلهم المستقبلي ،وحتى لا تصبح هناك فجوة تخل بالأمن الاجتماعي ألا وهي حياة المواطن ومعيشته

. تلك الأوامر الكريمة أفسدت خطط من يريد أن يصطاد في الماء العكر داخلياً وخارجياً ،وبخاصة دويلة الإرهاب والمرتزقة والملفوظين من مجتمعاتهم قطر إلى درجة أن المرتزق ،الهارب من جحيم بشار الأسد ،فيصل القاسم «يحرِّج وكأنه في مزاد علني» ،على حسابه في توتير، في برنامجه (الاتجاه المعاكس) على ضيوف حلقته ويتساءل بكل وقاحة ويقول من ترشحون من الضيوف للبرنامج ليناقش كعادته مواضيع وشأن داخلي ليس له الحق في مناقشته؟! ولكن اللوم كل اللوم ليس عليه بل على هؤلاء الحقدة نظام الحمدين الذين أتوا بهذه القناة العاهرة لكي تكون معول هدم لجميع شعوب المنطقة. نظام الحمدين الذي مازال يكابر على حساب اقتصاده ولحمته الخليجية ومصالح ورفاهية شعب قطر الشقيق سوف ينهار لا محالة فلا تركيا التي تحتل قطر عسكرياً سوف تنفعه ولا إيران التي يحاول نظام الحمدين جاهداً دعمها بالأموال والمرتزقة لإنقاذ نظام بائس ساقط لا محالة من انتفاضة الشعب الإيراني الجائع.

نخلص إلى القول إن الإصلاحات الاقتصادية التي ينتهجها الملك سلمان وولي العهد محمد بن سلمان سوف تؤتي أكلها في رؤية طموحة واعدة سوف تجعل بلدنا يتخلص نهائياً من مصدر دخل ناضب اسمه النفط الذي جعلنا نعيش في مطبات صعوداً ونزولاً ، وأعاق تنمية مجتمعنا ، فنحن بأمس الحاجة أكثر من أي وقت مضى للصبر، ووضع الثقة في ولاة أمر يضعون دائماً المواطن نصب أعينهم.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store