Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

عتمة الذاكرة

القافلة تسير

A A
• العنوان لرواية سعودية كتبتها المُبدعة أثير عبدالله النشمي.

• «أنا أدعو الله بداخلي ألا تنتبه أُمّي إلى آثار دموعي كيلا أدخل في دوامة التحقيق وملامتها على جُبني وضعفي وانعدام رجولتي!».

• ثم يواصل بطل الرواية محادثة نفسه بقوله:

«أُفكّر اليوم كيف كانت تُطالبني أُمي بأن أكون رجلا؟! كيف أُصبح رجلاً وأنا ما زلتُ طفلاً صغيرًا؟ لمَ تطلب المستحيل، الشيء الذي لا يقدر عليه إلا الزمن، لمَ كانت تطلب مني أن أكون مُعجزة، رجُلاً في جسد طفل».. إلى آخر ذلك التداعي المؤلم للبطل ولنا نحن القرّاء.

• رجلٌ بجسد طفل أو العكس، طفل في جسد وروح وعقل رجل، مكتمل مظاهر الرجولة، هذه الثنائية المعكوسة نتاج تربية الأسرة والمجتمع والأقران نشاهدها كثيرًا أثناء تعامُلاتنا المُتعددة بالآخرين، وتُشكّل لنا شخصيات خادعة يصعب قراءتها من أول وهلة، فالشخصية الطبيعية التي مرّت بمراحل النمو المعتادة وانتقلت بسلاسة دون طغيان مرحلة على أخرى يسهل التعاطي معها، إذ المشتركات العقلية والنفسية -كما السلوكية- تكون في الغالب واضحة، بينما لو حدث تداخل وارتباك بين تلك المراحل سنرى الطفل الرجل أو الرجل الطفل وكان الله في عون مَن يتعامل مع هكذا نماذج.

• الروائية أثير عبدالله النشمي التقطت بذكاء نموذجًا مستلب الطفولة من قبل والدته التي تريده صلبًا ناضجًا، لديه قدرات رجل مكتمل النضج، وهو لم يزل طفلا، والمشكلة بالنسبة له أنه لم يُدرك ذلك الشرخ في وجدانه إلا بعد فوات الأوان، وهو معذور في ذلك، فاللوم يقع بالدرجة الأولى على الأم «غير الواعية» التي أوقعت بطل رواية «عتمة الذاكرة» في مآزق بعد زواجه لم يخرج منها حتى بعد وقوع الحادث المروري الأليم الذي جعله في غيبوبة معتمة، وهذا مخرج ذكي استخدمته الكاتبة كسببٍ في تدفق الصور الحياتية للطفل الذي تريده أمه رجلا قبل الأوان.

• لمن يريد الاستزادة في معرفة الصعوبات التي تواجه صغارنا حين نُسرّع بجهل منا عملية مراحل نموهم فليقرأ «عتمة الذاكرة».

aalkeaid@hotmail.com

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store