Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
عبدالله إبراهيم الكعيد

الصحافة الورقية.. عسى ما شر؟

القافلة تسير

A A
* يتنازع تكوين أي صحيفة عنصران مهمان هما: المظهر والمحتوى، مظهر الصحيفة يُشكّل الوعاء كما في الطعام، والأوعية تختلف بحسب ما سيُقدّم فيها من محتوى، البعض يرى أن المظهر الجذاب والمغري أساس بينما يرى البعض الآخر أن المحتوى المتميّزَ، المدهش، ذا الخلطة السريّة التي لا يُجيدها إلا طهاةٌ على درجة عالية من المهنية والمهارة أهم. ومن نافلة القول أن الوعاء الذهبي أو حتى الألماسي الفارغ لا يُشبع جائعًا والجوع هُنا رمزيّ معروف معناه.

* لن أضرب أمثلة كثيرة فيما سيأتي من كلام حتى لا يتشعب بنا الحديث ويؤدي في النهاية إلى لا شيء، وحتى لا أضطر إلى ذكر أسماء فيدخل حديثي ضمن دوائر الدعاية أو الشخصنة، لهذا وأنا أكتب للمنتمين إلى عالم الإعلام إجمالاً وللصحافة على وجه الخصوص، أدرك أنهم أو غالبيتهم لا يجهلون معنى الأوعية الاتصالية ولا المحتوى المتميز فلست بحاجة إلى تعريف المعروف، ثم إن هناك أمراً في غاية الأهمية حينما يأتي الحديث عن مأزق الصحافة السعودية فتجد كلًا يدلي بدلوه وهذا أمر محمود وجيّد ولكن من هي (الجهة) التي ستتولى جمع شتات تلك الأفكار وتصنيفها من حيث علميتها، منطقيتها، قابليتها للتطبيق ثم يدعو أهل الاختصاص (بعناية) في حوار على هيئة ورش عمل أزعم بأن النتاج سيكون في صالح الصحافة التي يعتقد البعض بأنها قد دخلت غرف الإنعاش المركّز وينتظرون إعلان الوفاة وهذه الرؤية غير دقيقة أبدًا، إذ يوجد علاج لأي مرض ما بالك بالعرض المؤدي للمرض.

* حينما كتب رئيس هيئة الصحفيين السعوديين الأستاذ خالد المالك مقالاً عاطفيًا بعنوان «بيني وبين الصحافة.. الخوف عليها!» كان معه الحق في خوفه ولكني كنت أتمنى أن انطلقت صرخته تلك من قاعة المؤتمرات في مبنى «هيئة الصحفيين السعوديين» على شكل ندوة إنقاذ يسود فيها العصف الذهني ثم يُرفع ما تخرج به من أفكار إلى قيادة بلادنا عن طريق وزارة الثقافة والإعلام حتى نختصر الوقت والجهد.

* المهم أن تُجيب الندوة على السؤال الصعب كيف؟

* أجزم بأن كل دارس ومتخصص في مجال الصحافة لديه من الأفكار ما يمكن أن يساهم في الإنقاذ ولكن في نفس الوقت يجب ألاّ ننسى بأن المؤسسات الصحفية التي تنتمي إليها الصحف في بلادنا تُعتبر مؤسسات قطاع خاص فمن ذا الذي سيدفع قيمة تلك الاستشارات.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store