Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الرياضة: صناعة للمحترفين وعوائد بالبلايين!

ملح وسكر

A A
في عالم الرياضة العالمية تبرز كرة القدم المعتادة على قمة الرياضات، وتنفق في سبيلها المليارات في العقود والاستثمارات، وفي المقابل تجلب كذلك المليارات من العقود والاستثمارات، وعندما يتم توقيع عقد مع لاعب موهوب بخمسين مليون يورو مثلاً، فإن المأمول أن يجلب حضوره 100 مليون يورو قد تنقص أو تزيد، أما الذي يتحمّل الفاتورة في النهاية فهو الجمهور الذي يستمتع وللمال يدفع، إنها صناعة قائمة بحد ذاتها مثل السياحة والسينما والفندقة وغيرها.

وفي الولايات المتحدة الأمريكية كذلك تبرز كرة القدم (الأمريكية) التي يبلغ حجم الاستثمارات فيها 14 مليار دولار سنويًا، وجزء من تنظيم هذه اللعبة وأمثالها يتضمن تعيين مفوض Commissioner يمثل ملّاك الأندية مقابل رواتب وحوافز سنوية مجزية، وقبل شهر تقريبًا جدد مفوض كرة القدم الأمريكية NFL عقده للسنوات السبع المقبلة مقابل 200 مليون دولار إجمالاً، مع اعتراف رابطة NFL بأن لدى المفوض السيد/ روجر قودويل هنّات وقصورًا وأخطاء، لكنه في المقابل ارتقى بصناعة هذه الرياضة ليحافظ عليها في صدارة الرياضات الشعبية في الولايات المتحدة.

وهذا المفوض يعمل على كل الجبهات لزيادة دخول الأندية وعددها 32 ناديًا، خاصة حقوق النقل التلفزيوني الذي يعود بما لا يقل عن مليار دولار سنوياً فضلاً عن مليارات الدولارات من دخول المباريات التي يستمر موسمها الرئيس 4 أشهر فقط على عكس كرة القدم المعتادة التي تستمر 8 أشهر في بعض الدول.

هذه هي صناعة الرياضة التي هي جزء من صناعة الترفيه، تزدهر في ظل ثقافة واسعة تبدأ بمّلاك الأندية الذين تهمهم المكاسب وتفزعهم الخسائر، والذين يتحملون كل المسؤولية، لا مثل رؤساء أندية يأتون ويذهبون، ويوقعون ولا يتحملّون، ويظهرون أمام الأضواء ثم يختفون حين تنكشف الحسابات وتحين ساعة المحاسبات.

نحن في حاجة إلى إعادة صياغة لمفهوم الرياضة حتى تنجح بصفتها صناعة، والصناعة لا تقتات على التبرعات ولا تستجدي من المليونيرات، فذاك داعم، وذلك متكفل، وآخر صاحب أفضال، ورابع قائد مسيرة.

لا بد للنجاح من ثبات، والثبات يتطلب أنظمة صارمة ولوائح واضحة وبيئة محفزة ناشطة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store