Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سالم بن أحمد سحاب

الممرضة الجادة: هل تجد للعبث وقتًا؟!

ملح وسكر

A A
لماذا تعمد 3 ممرضات في مستشفى حكومي للأطفال على العبث بطفلٍ رضيع والاستهتار به، ومن ثم تصويره ونشر المقطع المؤلم عبر وسائل التواصل الاجتماعي!! كم يا تُرى من حالة سابقة مرّت وتمَّت دون تصوير أو نشر؟! كم من الرضّع تعرضّوا لهذا النوع من الاعتداء السافر دون وجه حق، بل دون مبرر سوى (التسلية)، وربما إهدار الوقت؟ وبمناسبة إهدار الوقت، لا بد أن نتذكَّر أن في ثقافتنا المحلية السائدة سلوك عام يقضي بعدم تكليف (المواطن) أو (المواطنة) بما يُعد إرهاقًا، وهو ليس كذلك. مثلًا إن كان في المستشفى 10 ممرضات سعوديات ومثلهن من الوافدات، فإن معظم العمل يُوجه إلى الوافدات بحكم الثقافة لا بحكم القواعد المهنية المعتادة. وأحيانًا يتم اختراع مسميات إدارية متعددة لتخفيف حجم العمل عن المواطنة، وإلقائه على الوافدة، فهذه كبيرة الممرضات والأخرى نائبتها، وثالثة مساعدتها للشؤون الإدارية، ورابعة مساعدة للشؤون الفنية! ليس شرطًا أن يعم هذا النموذج، لكنه احتمال وارد، خاصة في ظل تساهل القيادات العليا في هذه الإدارة أو تلك.

لذا نُعد في العموم شعبًا غير منتج بمعنى الكلمة التي يتعارف عليها العالم المنتج فعلًا! نحن نجيد كثيرًا فن التسلية أثناء العمل، فمثلًا يتم التنادي إلى صحون (الفول) في الصباح الباكر مقرونًا بالتميس الساخن. وهذا (الباكر) يمتد أحيانًا حتى التاسعة صباحًا، وهو ما يلحظه المراجع عندما يصل الثامنة صباحًا، فيجد أن (شبابيك) الخدمة (مغلقة) حتى إشعار آخر باستثناء شباك أو اثنين، وكثيرًا ما يعود المراجع أدراجه؛ لأنه قد صُدم بمعلومة أن (معاملته) المصونة لدى الموظف (فلان) المتغيب؛ لأسباب خاصة قد تمتد لأسبوع من الزمان.

لا أستطيع أن أجزم بدوافع هؤلاء الممرضات المواطنات، لكني أعلم أن مهنة التمريض غالية وعزيزة؛ لأن صاحبتها لا تكاد تجد وقتًا للجلوس في صفاء واسترخاء من كثرة الواجبات والمسؤوليات والطلبات، فأنّى لها إن كانت جادّة مجدة أن تجد وقتًا فائضًا للانشغال برضيع يتلقّى منها ومن زميلاتها أنواعًا من السخرية والاستهزاء.

حان الوقت لإصدار (كود) للعمل الحكومي بأنواعه، ثم تطبيقه جديًّا بكل مواده وأحكامه.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store