Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
محمد أحمد مشاط

المستقبل وتطوير التعليم

الكلمات فواصل

A A
هناك أمور يتجاهلها كثيرون رغم أنهم مهتمون بها ومسؤولون عنها.. ليس لعدم أهميتها، فهم يعلمون أنها هامة وذات تأثير كبير، ولكنهم بعدما أوسعوها دراسة لم يجدوا لها حلولًا تطبيقية حقيقية.. لهذا يمكن القول إنهم يئسوا من استمرار البحث والاهتمام.. أمثلة كثيرة بالإمكان تعدادها، وسرد إحباطاتها، وفشل الخطط المقترحة للوصول إلى نهايات عملية لها تقود إلى النجاح في تغيير النمط المتقادم.

من هذه الأمور المهمة التعليم.. فمنذ أن استحدثنا نظام التعليم العام في بلادنا على شاكلة إحدى الدول الشقيقة، لم يتطور بشكل عملي مقنع رغم مرور عقود من السنين الطويلة عليه، ورغم التطورات العالمية الكبيرة فيه.. نحن لم نطوره بصورة حقيقية، ولا الذين استوردنا النظام التعليمي منهم طوّروه.. وللحقيقة يمكن القول إننا سبقناهم في تطوير بعض الجوانب إلا أنها لم تكن كافيةً ولا مؤثرة لتتوافق مع ما طوره العالم فيه.

في تلك العقود الطويلة، التي مرت علينا، لا نشك في أن المسؤولين عن التعليم اطلعوا على التجارب التعليمية في اليابان، وفي أمريكا، وفي فنلندا، وكذلك التجارب الأخرى في الشرق والغرب إلا أنه يبدو عدم اقتناع مسؤولي التعليم عندنا بها جميعًا.. لذلك لم يُطبق متكاملًا بجميع جوانبه وزواياه التعليمية رغم عدم تناقض كثيرها مع العقيدة والثوابت والأعراف.

يشفق هذا الكاتب على كل من تولوا مسؤولية التعليم عندنا في الماضي وفي الحاضر لأن المهمة صعبة والحمل ثقيل، ولكن عدم التطوير الحقيقي والاكتفاء بالجوانب الشكلية منه؛ لا تفيد تاريخهم كما لا تفيد العملية التعليمية عامة.. وسوف يظل التخلف عن وثبات العالم المتتابعة يغتال مستقبل وطننا المتمثل في شبابنا الذين لم تتح لهم الفرصة لنظام تعليمي متطور حقيقي، يتماشى مع المتغيرات الجارفة السريعة في شتى الجوانب العلمية والفكرية والتقانية والاجتماعية، التي تؤثر وتهيمن على العالم في القرن الحادي والعشرين.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store