مبادرات للجميع

معظم الناس لديهم مبادرات صغيرة أو حتى كبيرة، والمبادرة هي السبق والسرعة إلى فعل أمر أو خدمة مفيدة يحتاجها الشخص أو المجتمع تؤدي إلى نتائج محمودة تُحقِّق الهدف منها عن طريق فرد، أو حتى تعاون مجموعة أفراد لتحقيقها على أرض الواقع تغيُّرًا وتطويرًا، والمبادرة المفيدة بشتى أنواعها تساهم في بناء المجتمعات المتحضِّرة، والمبادرة هي نوع من الإبداع الفكري الذي يوجد بداخل الكثيرين، وقليل مَن يحاول استخراجه من مكنون العقل لسد حاجات شخصية أو مجتمعية، وبالتالي تصب في مصلحة الوطن بشكل عام.

يقول الله تعالى في محكم كتابه في سورة آل عمران للندب بالمسارعة في فعل الخيرات: (وَسَارِعُوا إِلَىٰ مَغْفِرَةٍ مِّن رَّبِّكُمْ وَجَنَّةٍ عَرْضُهَا السَّمَاوَاتُ وَالْأَرْضُ أُعِدَّتْ لِلْمُتَّقِينَ)، والمسارعة هنا بالعمل الصالح والخير أسوة برسول الله صلى الله عليه وسلم وصحابته رضي الله عنهم في أعمال البر والمبادرات طلبًا لما عند الله من الفضل والفوز بأعلى الجنان، وهم القدوة الحسنة التي نسير على هديهم.

وأبواب الخير كثيرة لمن يقصدها أو يدل عليها، والمبادرات المفيدة هي أحد أبواب الخير التي نُقدِّمها لمجتمعنا وأبنائنا بتطبيق وفعل عملي لا يبحث من خلاله عن ثروة أو جاه، وإنما يُقصد به وجه الله تعالى أولًا وأخيراً في عمل تطوعي يترك الأثر الواضح والبصمة الحقيقة لمعنى المبادرة، ونحن اليوم نشاهد الكثير من المبادرات التي كانت حلماً للبعض وتحولت إلى واقع ملموس حصدنا ثماره على يد أبنائنا وبناتنا في عمل جماعي مثالي يُقتدى به في مختلف المناطق.

نصائح كيف تقدّم مبادرتك؟، عليك أولًا أن تتحلّى بالثقة والإيمان بقوة مبادرتك وملامستها لاحتياجات المجتمع بشكل عام، عليك أن تعي قدرة مبادرتك على مواكبة التطوّر والنموّ للمستقبل، عليك أن تعرض مبادرتك بطريقةٍ مدروسة ومبنيّة على أسس سليمة تتوافق مع الدين والقيم، عليك أن تعرف الجهة المستهدفة من المبادرة، عليك أن تضع خطة واضحة المعالم لتسير عليها مبادرتك من حيث فريق العمل الذي تحتاجه ورأس المال المطلوب، عليك أن تعرض مبادرتك على الجهة المعنية بطريقة يسهل فهمها.

بقي أن نقول: اسعَ إلى تقديم المبادرات دائمًا، ولا تتردد، فإن أصبت فلك أجران، وإن لم تُصب فلك أجر، ويكفيك شرف المحاولة، ولعل الله أن ينفع بك ويفتح لك أبواب الخير من حيث لا تعلم.