Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
نبيلة حسني محجوب

المرضى وكبار السن والواجهة البحرية!

لم تعد هناك حواجز تمنع رؤية البحر، لكن هناك لا زالت معوقات تمنع فئات من المجتمع، من الاستمتاع بالبحر والهواء الطلق والتواجد داخل مساحات الواجهة البحرية وسط الأبناء والأحفاد، نظراً لعدم تمكنهم من السير مسافات طويلة للوصول إلى الواجهة البحرية لعدم تمكنهم من الوصول بالمركبة إلى أقرب نقطة تمكنهم من التواجد داخل الواجهة البحرية

A A
رغم أني حتى اليوم لم أتمكن من زيارة الواجهة البحرية التي تمتد على مساحة « 730 « ألف متر مربع، أبدعها تخطيط الشاعر الفنان صاحب السمو الملكي الأمير خالد الفيصل، ونفذتها أمانة مدينة جدة، رأيتها من خلال الفيديوهات، وحكايات الدهشة والانبهار التي استمعت إليها من كل من زارها من أفراد أسرتي ومن الصديقات، إلا أني أشعر أن الحلم تحقق، ليس مهماً أن تجني أنت حصاد أحلام جيلك، بل يكفي أن يحلُمَ جيل بأكمله، ثم تجني الأجيال اللاحقة حصاد الأحلام السابقة، هكذا هي طبيعة الحياة، يغرس الآباء ليحصد الأبناء، وربما الأحفاد.

كم تحسّرنا لأننا لا نملك مساحات مفتوحة على البحر، كم حلمنا بشواطئ متاحة مباحة للجميع، ليس فقط لمن يملك ثمن لهو صغاره بل ومن لا يملك أيضاً، فالأوطان للجميع، للغني والفقير، السليم والمريض، لذلك استمرت فرحة سكان جدة بالواجهة البحرية الجديدة التي تفوقت في مساحتها وتنوع إطلالاتها ومساحات الأنشطة المختلفة على كثير من شواطىء العالم التي كانت تبهرنا، وتزرع في نفوسنا الحسرة لأننا نملك المقومات الطبيعية لكننا لم نكن نملك القدرة على تطويعها وتحويلها إلى واجهة حقيقية يستمتع فيها الجميع دون ارتهانها للاستثمار طويل المدى، لتصبح مكاناً للخاصة، وحسرة للعامة، اليوم أصبحت حقاً مستحقاً لسكان جدة ولضيوفهم من الزوار من داخل الوطن وخارجه، أصبح بإمكانهم الاستماع إلى صوت البحر وهمسه الصاخب على صدر الشاطئ، لم تعد هناك حواجز تمنع رؤية البحر، لكن هناك لا زالت معوقات تمنع فئات من المجتمع، من الاستمتاع بالبحر والهواء الطلق والتواجد داخل مساحات الواجهة البحرية وسط الأبناء والأحفاد، نظراً لعدم تمكنهم من السير مسافات طويلة للوصول إلى الواجهة البحرية لعدم تمكنهم من الوصول بالمركبة إلى أقرب نقطة تمكنهم من التواجد داخل الواجهة البحرية.

كبار السن، وبعض المرضى بأمراض مختلفة، أو من لديه مشاكل صحية في العظام أو العمود الفقري والركبتين، وهو لا يصنف ضمن ذوي الاحتياجات الخاصة فيُسمح له بالوقوف في الأماكن المخصصة لهم، ولا ضمن الأصحاء فيتمكن من السير مسافات طويلة كي يحظى بمتعة الوصول إلى عمق الواجهة البحرية أو أطرافها، هم بحاجة إلى تنظيم يسهل عليهم تجاوز الازدحام والسير مسافات طويلة!

المواقف المخصصة لذوي الاحتياجات الخاصة بحاجة إلى تنظيم أكبر كي لا يقع بعض السائقين في ارتكاب مخالفة الوقوف فيها. قالت لي صديقتي أنه لا توجد علامة على الأرض تشير إلى تخصيص المكان لذوي الاحتياجات الخاصة فقط صورة في أول المساحة، أوقف سائقها السيارة في نهاية الخط الذي وضعت في أوله صورة معلقة ولا توجد علامة أخرى تحدد المساحة، فارتكب بذلك مخالفة دون قصد، دفعتها راضية نتيجة فرحتها بالمنجز الكلي، وعندما تحاورت مع رجل المرور في الموقع أكد لها أن هذا خطأ تنظيمي لا دخل له به، وعليه تطبيق القانون، لا بد من تصحيح الخطأ التنظيمي كي لا يتعرض أي من زوار الواجهة البحرية الجميلة إلى ما يخدش متعتهم وينغص فرحتهم، مثلاً:

1- توفير بطاقات عليها صورة تمثل الحالة التي يُسمح لها بالوقوف قريباً من مداخل الواجهة البحرية المختلفة يمكن لصقها على زجاج السيارة الأمامي ليراه رجل المرور ويسمح للمركبة بالمرور والوقوف في الأماكن المخصصة دون ارتكاب مخالفة أو تعذر الوصول!

2- توفير بعض الأجهزة ذات المحرك الذاتي، بإيجار مناسب، ليتمكن كبار السن والمرضى وذوو الاحتياجات الخاصة من استخدامها للوصول إلى الواجهة البحرية واقتناص متعة بحرية مع أفراد الأسرة دون تحميلهم مشقة أو عناء يفسد متعتهم.

كثيرون وكثيرات حُرموا من جدة التاريخية لأنه لا توجد وسائل تعينهم على السير الطويل من مواقف السيارات والعودة إليها، حتى سيارات الجولف الموجودة لا ترحم كبيراً ولا مريضاً لأنها مخصصة للخاصة مع أن هذه المنطقة يرتادها الجميع وخدماتها لمن يستحق من العامة والخاصة لذلك أرى أن نظام تأجير الأجهزة للاستخدام الشخصي وتنظيم إثبات المرض أو الكبر والإعاقة للسماح بمرور مركباتهم يسهل الأمر على الجميع. بعض الأسر ربما تضامناً مع كبيرهم أو مريضهم تضطر إلى العزوف عن أخذ الصغار والشباب والذهاب إلى الأماكن التي يصعب الوصول إليها مع أحبتهم، لكن التنظيم يتيح للأسر ارتياد كل الأماكن براحة ومتعة دون معاناة التعامل مع المنغصات الصغيرة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store