احتراف تسعة لاعبين سعوديين في الليغا الأسبانية حدث تاريخي ونقلة نوعية في مسيرة اللاعب السعودي وأيضًا الكرة السعودية، تسعة لاعبين ثلاثة لأندية في الدرجة الأولى وهم فهد المولد وسالم الدوسري ويحيى الشهري وأربعة لأندية في الدرجة الثانية وهم نوح الموسى وعبدالمجيد الصليهم وعبدالله الحمدان وعلي النمري، ولاعبان انضما لأندية ولكن كغير محترفين.
خطوة بارعة وكبيرة وهامة نرجو أن تؤتي ثمارها ونرجو أيضًا أن يوفق نجومنا وخاصة سالم ويحيى وفهد الذين سيلعبون في (الدرجة الأولى) أي انهم سيواجهون لاعبين بحجم ميسي وكريستيانو رونالدو ودييجو كوستا وسيلعبون في أعظم دوري كرة قدم في الكرة الأرضية.
من وجهة نظري المتواضعة كنت أتمنى أن تكون البداية للجميع في دوري الدرجة الثانية لا لشيء ولكن ستكون فرصة لاعبينا فيها أكبر لتقديم مستوى مميز كما أنهم سيكونون بعيدين عن الأضواء والإعلام المسلط بشكل كبير على دوريات الدرجة الأولى لأن أي غلطة لأحدهم قد تحرقه وتحرمه وتحرم من بعده.
اللعب كمرحلة أولى في دوري الدرجة الثانية سيوفر بيئة مناسبة وأرضية مميزة للاعب السعودي لتقديم ما لديه بهدوء بعيدًا عن الصخب وأيضًا لفهم التكتيكات الفنية والتأقلم على الحياة الغربية المختلفة تمامًا عن حياتنا دون ضغط، أمور كثيرة سيواجهها نجومنا هناك، فنية، اجتماعية، نفسية، وبدنية ستشكل ضغطًا كبيرًا عليهم ولأنها التجربة الأولى والمخاطرة كبيرة فكان الأولى أن تكون البداية في دوريات الدرجة الثانية ومنها ينتقل اللاعب كمرحلة ثانية إلى الدرجة الأولى.. يعني خطوة خطوة.. وفي تجارب عدد كبير من نجوم إفريقيا خير دليل على ذلك.
ستة أشهر بنظام الإعارة ستحدد وستظهر مدى إمكانية نجاح احتراف اللاعب السعودي في أوروبا، ستة أشهر سيكون حملها ثقيلًا على يحيى وفهد وسالم وأخف على الصليهم والحمدان والنمري والموسى.. بيد أن نجاحهم هو مبتغانا جميعًا.
خطوة أيضًا قد تعود بالنفع على منتخبنا السعودي في مشاركته في كأس العالم المقبلة متى ما استطاع محترفونا في أسبانيا رفع مستواهم الفني والبدني والتكتيكي بحيث يكون لهم إضافة أكبر للمنتخب في كأس العالم.
ختامًا يجب أن نعلم أن التجربة صعبة وخوضها هام ومفيد في كل الأحوال، وبإذن الله تكون البداية والانطلاقة لوجود اللاعب السعودي في أعتى وأقوى دوريات كرة القدم العالمية.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
