Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
لمياء باعشن

باراميديكس الهلال الأحمر السعودي

تقول إحدى صديقاتي: في الرابعة صباحًا ايقظتنا أمي وقد كانت حالة والدي غير طبيعية وتزداد سوءًا، ارتبكنا وهلعنا، ثم اهتدينا إلى الاتصال بالإسعاف، وبعد فترة وجيزة حضر أربعة شباب سعوديين قمة في الأدب والأخلاق والمهارة والجدية، فحصوه جيداً، ثم نقلوه لأقرب مستشفى. حينما أوصلوه للطوارئ، ولم ينصرفوا حتى اطمأنوا على سلامة والدي وعلى عدم احتياجنا لشيء آخر.

A A
أقول باراميديكس ليس لأني أتشدق بالإنجليزية عوضًا عن العربية، ولكن لأن هذا التخصص الحيوي لم تتم ترجمته للعربية، فعندما نقول مُسْعفين أو موظفيّ الإسعاف فنحن نصف العمل الذي يقومون به ولا نسمي الشهادة التي يحملونها في العلوم الطبية المساندة. إن المتطلبات اللازمة لنيل شهادة البكالوريوس في العلوم الإسعافية صارمة للغاية، لذلك فهي وظيفة لا يُستهان بها، فالمُسعف يتم تدريبه على العديد من الوظائف الطبية الأساسية كإجراءات دعم الحياة المتقدمة من تنفس، وتدوير السوائل في الجسم، وعلاج الجروح والسم، وإعطاء الأدوية والحقن، إلى أداء الإنعاش القلبي الرئوي، وفحص وتقييم المرضى.

الباراميديكس ليس مجرد ناقل للمرضى إلى المستشفيات، بل هو يباشر جميع الحالات المرضية التي يهرع إليها عند الطلب، فيتوجّب عليه تقديم الإسعافات الطبية السريعة لضحايا الأخطار والجرحى والمصابين، والقيام بتوليد الحوامل في المنزل أو في السيارة إن اضطر إلى ذلك، وقد يبدأ العلاجات الأولية في حالات الأمراض العصبية والنفسية، والجلطات الدماغية والأزمات القلبية، وأمراض ارتفاع وانخفاض السكر والضغط، والأمراض الهضمية والحرارية والمسالك البولية.

تقدم هيئة الهلال الأحمر السعودي خدمات فائقة الجودة في مجال الإسعاف الطبي الطارئ، أقول هذا عن تجارب شخصية، وعن حكايات لتجارب آخرين، بهرهم مستوى التفاعل والتعاطي مع حالات المرض المفاجئ. تخيل أنك تستيقظ قرب الفجر على صوت حبيب لك يتألم، ويصيبك الحزن والخوف فتدور حول نفسك وأنت تفكر في طريقة لإنقاذه، ثم يخطر الهلال الأحمر على بالك. تتصل فيرد عليك موظف مؤدب لا يطلب سوى العنوان، وما هي إلا دقائق حتى تجد أمامك فريقًا من الباراميدكس، يفحصون ويقدمون الإسعافات الأولية. وإذا استلزم الأمر قاموا بالاتصالات اللازمة لنقله للمستشفى، ثم حملوا مريضك بعناية وحرص وطاروا به إلى هناك.

تقول إحدى صديقاتي: في الرابعة صباحا ايقظتنا أمي وقد كانت حالة والدي غير طبيعية وتزداد سوءًا، ارتبكنا وهلعنا، ثم اهتدينا إلى الاتصال بالإسعاف، وبعد فترة وجيزة حضر أربعة شباب سعوديين قمة في الأدب والأخلاق والمهارة والجدية، فحصوه جيدًا، ثم نقلوه لأقرب مستشفى. حينما أوصلوه للطوارئ، ولم ينصرفوا حتى اطمأنوا على سلامة والدي وعلى عدم احتياجنا لشيء آخر

. بصراحة، منحونا أجمل إحساس بأنهم مهتمون بالمريض وبأهله وكأنهم أفراد من عائلته.

وقبل ذلك نقلت لي صديقة أخرى تجربتها مع قريبة لها وقعت على الأرض وقد كان فخذها مكسورة من قبل، وحيث إنها كانت تصرخ من الألم فقد أوقعتهم في حيرة من أمرهم، فاتصلت بمستشفى خاص كبير، لكنهم اعتذروا عن ارسال سيارة إسعاف، فجازفت واتصلت بالهلال الأحمر. كانت متخوفة وتوقعاتها منخفضة، لكنهم فاجأوها وحضروا في دقائق. رأت أمامها شبابًا سعوديًا كالورد، فحصوا المريضة بحرفية عالية، ثم نقلوها بعناية شديدة، وكأنها والدتهم، إلى مستشفى حكومي، وظلوا معهم حتى استقروا في غرفة الطوارئ.

باراميديكس الهلال الأحمر السعودي: جد ونشاط وإخلاص، ورعاية سلسة في حالات الطوارئ الصحية، ومستوى من الخدمات والمهارات والمواقف فعلًا يرفع الرأس. لكم جميعًا نقول: واجب علينا شكركم، وبارك الله فيكم، فقد لامسنا جهودكم الرائعة، فنحن نقدركم ونفخر بكم، وكفانا سلبية وتذمر.

تقول صديقتي: إنها رأت بعينيها سرعة الاستجابة والاهتمام بالمريض بكفاءة عالية، وكانت النظافة مذهلة، وأفضل الأجهزة متوفرة، فراحت تراقب المنظر وهي منبهرة، وسمعت من داخلها صوتًا حنونًا ينطلق: يا بلادي واصلي، واحنا وراك واصلي، والله يحميك يا بلادي الجميلة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store