Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أويس عبدالرحيم كنسارة

فاكهة البداية الدراسية

A A
* أنا أحب البدايات في كل شيء، ولدي قناعة أن البدايات لها تأثير كبير على سير بقية الحدث. فالذي يبدأ بالشكل الصحيح، سيكون استمراره هكذا انسيابيًّا وسهلاً، وبالتالي سيكون أكثر استطاعةً على تحقيق نهاية مشرقة. وحديثي لكم اليوم لن يكون عن بدايات عاطفية؛ ولكن عن بداية أهم لصناعة المستقبل، وهي بداية طلبة المدارس والجامعات والدراسات العليا لفصل دراسي جديد.

* ولذلك دعوني أوجه الحديث لإخواني الشباب: اسأل نفسك سؤالاً مهماً؛ قبل أن تذاكر أو تثابر أو تختبر، لماذا أفعل ذلك؟ ما الهدف؟ اذا كانت الإجابة تقليدية أو غير متوفرة أو لا تصب في طموح كبير فهذا يعني أن لديك خللاً في التخطيط. ضعف الحافز هو نتيجة لفراغ الهدف.. لذلك خطط واطمح.. فالفرص غزيرة، ومجالات العمل للجنسين من الشباب واسعة، المهم أن تضعوا خططاً ولا تتركوها (بالبركة). لا تجعلوا تطلعاتكم تقليدية.. لا ترضوا بالنجوم واقصدوا القمر.. وتطلعوا لمعالي الأمور وأرفعها مرتبة. وتأملوا جيداً ما تقوله العبارة الحكيمة: إن العالم يفسح الطريق للمرء الذي يعرف إلى أين هو ذاهب.

* ضع الهدف الذي يُشعرك تخيله بالشغف والحماس والرغبة. والخيال محفّز جيد؛ إذا كنت طالب طب تخيل نفسك وأنت في عيادتك الخاصة تتلقى دعوات مريض استعاد حياته بعد أن كاد يفقدها لولا رحمة الله ثم إنقاذك. إذا كنت طالب قانون تخيل نفسك محامياً بارعاً يتسابق عليه أصحاب الحقوق، واستحضر لحظة الفرح عند نطق حكم براءة لموكلك المظلوم الذي سيدعو لك طيلة حياته. تخيل ما تريد أن تصل اليه مهما كان مجال دراستك.

* ولكي تضمن فرصة التفوق، تأكد الآن، وقبل انتهاء مهلة تعديل الجداول، أنك اخترت الأستاذ المناسب. فاختيار الدكتور المناسب قد يكون أهم من اختيار شريكة حياتك المستقبلية! قد يبدو هذا ضرباً من المبالغة، ولكن الشريك غير المناسب يمكنك تغييره وتفادي نتائجه، بينما الأستاذ المجحف لن تستطيع تغييره الا في وقت محدد، وستؤثر نتائجه السلبية على معدلك وبالتالي على مستقبلك الوظيفي.

* وبعد أن خططت واتخذت كل السبل لبداية صحيحة، تذكر أن مقاومتك لساعة الكسل الآن، ستجلب لك اعواماً مديدة من الأمجاد والسعادة! لا تفوّت أي يوم بدون أن تتقدم فيه قليلاً نحو الهدف. خصوصاً إذا كنت طالباً جامعياً، فمرحلة البكالوريوس 4 سنوات فقط، ولكنها ستحدد مصيرك لـ40 عاماً! ومعدلك فيها سيساوي مستقبلك القريب.

* ختاماً، لا تكن أسيراً لمزاجك، ولا تنتظر أن يأتيك المزاج المناسب للمذاكرة، فقد لا يأتي أبداً. بل قاوم لحظة الكسل ليتحسّن مزاجك بالإنجاز. وتذكر ما كتبته «هارفارد» على حيطانها: ألم الدراسة ساعة، وألم عدمها يستمر مدى الحياة.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store