Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
سعيد محمد بن زقر

استخدام الشعار الإسلامي كعنوان

وقد صدق فضيلته ففي بيئات إسلامية مجاورة تجاوز الأمر إطلاق الشعار على ما له صلة مباشرة بالتأليف والمجالات الفقهية إلى ممارسات تجارية مثل السوبرماركت الإسلامي والمخبز الإسلامي والمصرف الإسلامي ومحلات عبيد أو زيد للزي الإسلامي وهذه الأسماء تعكس في أحيان كثيرة مظهراً لا يتطابق مع جوهر الشعار وخاصة حين بدأت تؤشر لجماعات بعينها

A A
خلال الأيام الماضية تم التداول حول إشاعة تفيد بأن بنك التنمية الإسلامي قد يحذف صفة (الإسلامي) عن اسمه ليصبح بنك التنمية. والشيء بالشيء يذكر ففي جلسة حضرها فضيلة الشيخ الدكتور قيس المبارك العضو السابق بهيئة كبار العلماء، سُئل فأفاد فضيلته بأن إضافة صفة (الإسلامي) أمر مستجد ومصطلح طارئ وبالذات في المجالات التجارية والممارسات الاقتصادية. وحين سئل هل الأفضل حذفه فأشار إلى أنه يميل إلى أن الاستخدام ضرره أكبر من نفعه. وأضاف فضيلته بأن الفقه والسيرة والحديث ومصطلحاته المتداوله عبر الحقب المختلفة لم تربط بين (كلمة إسلامي) وأي مُؤلَف أو كتاب في مجال الفقه لا يقال عنه أنه في فقه الحديث الإسلامي أو السيرة الإسلامية. وأشار إلى ما يذكره في هذا المجال وهو أن هناك فلاسفة إسلاميين والمقصد لكي يتم تمييزهم عن غيرهم من الفلاسفة غير المسلمين من اليونانيين وغيرهم. وأن الكتابات التي استصحبت هذا الشعار نادرة مثل (مقالات الإسلاميين) لأبي الحسن الأشعري وهو كتاب انصب على مناقشة الفرق التي طرأت على الحياة الإسلامية منذ بداية الرسالة المحمدية وإلى ذلك العهد وسلط فيها الكاتب الضوء على تلك المقولات بهدف تقويمها ونقدها بمنهجية علمية معينة. ثم أضاف فضيلته لم تكن ثمة حاجة لاستحداث مصطلحات كالتي رآها طرأت حديثاً على الأدبيات المستقرة ولعلها صارت تستخدم في غير معانيها. وقد صدق فضيلته ففي بيئات إسلامية مجاورة تجاوز الأمر إطلاق الشعار على ما له صلة مباشرة بالتأليف والمجالات الفقهية إلى ممارسات تجارية مثل السوبرماركت الإسلامي والمخبز الإسلامي والمصرف الإسلامي ومحلات عبيد أو زيد للزي الإسلامي وهذه الأسماء تعكس في أحيان كثيرة مظهراً لا يتطابق مع جوهر الشعار وخاصة حين بدأت تؤشر لجماعات بعينها.

وعوداً على بدء فإن تسمية أي بنك بأنه اسلامي أو إلصاق الصفة الإسلامية به يطرح سؤالاً وتمييزاً مقابلاً حول هل البنوك الأخرى خارج الغطاء الإسلامي؟ لأنها تدفع بأن لها هيئة شرعية تنصحها بما يتفق وما لا يتفق مع الفقه في ممارساتها المصرفية ولها فتاوى من أهل علم معتبرين.

أما متى طرأ هذا الشعار في حياتنا العامة والاقتصادية بالذات فقد أشار سمو ولي العهد الأمير محمد بن سلمان سلمه الله، إلى شيء من هذا المعنى حين قال إن بعض جوانب استحدثت مع موجة الصحوة وقد تكون لها مقاصد حميدة كالتأصيل المنهجي ولكنها اختُطفت واستُخدمت أحياناً لعزل آخرين لأن من استخدمها على أساس انتمائه للجماعات المتطرفة اعتبر نفسه ناطقاً رسمياً باسم الإسلام أو محتكراً للشعار.

لهذا ينبغي تحرير هذا الشعار ونفي أي أثقال أو حمولات ضررها أكثر من نفعها كما أشار فضيلة الشيخ قيس المبارك.

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store