لم أكن أتخيل ذلك الإعداد الشامل لمعرض جدة الدولي للكتاب الذي أقيم في نهاية ربيع الأول الماضي والأسبوع الأول من ربيع الثاني، وقد عده العديدون من أهم قنوات التواصل المباشر بين الكتاب والناشرين والمثقفين، وهو حدث ثقافي بارز أقيم على شاطئ أبحر على مساحة تقدر بـ28,000 متر مربع بإشراف ومتابعة مباشرة من سمو محافظ محافظة جدة وإسهام مقدر لكل من رعى هذا الحدث.
في اليوم الثاني من الافتتاح لم يسعفني الوقت لتلبية احتياجي والأسرة معا، فقررت العودة منفرداً في أحد الأيام واخترت الوقت بعد صلاة الظهر مباشرة ووفقت إلى حد كبير وحملت ما يمكن حمله من الكتب، إلا أن حب الاستطلاع قادني إلى آخر المعرض من الجهة الشرقية حيث الزاوية التي خصصت لتوعية الجمهور بآفة المخدرات، وهنا بيت القصيد، حيث وجدت فرصة للراحة بعد الجولة وتحدثت مع ممثل إدارة مكافحة المخدرات وهو رجل على قدر كبير من الوعي والفهم لمسؤولياته وأمضيت بضع دقائق لمعرفة محتوى الفيلم التوعوي المقدم على الشاشة وأدركت درجات الإتقان والإعداد وتمنيت لو ساهمت القنوات الفضائية بشيء من وقتها ضمن مسؤوليتها الاجتماعية لتوعية المجتمع بالمخاطر التي تزداد يوماً بعد يوم مستهدفة شباب وشابات وطننا ضمن الحملة الشرسة التي تواجهها بلادنا للنيل منها ولعل واجبنا جميعاً مساندة اللجنة الوطنية لمكافحة المخدرات والإدارات التابعة لها لا سيما الشؤون الوقائية، ليس هذا فحسب بل إن المؤسسات التربوية والتعليمية بكل مستوياتها ليس في وطننا فحسب بل في الوطن العربي الكبير وبصفة خاصة الباحثون والدارسون وكل المهتمين بالشأن الثقافي والاجتماعي والإعلامي تقع عليهم مسؤوليات ضخمة لاستشعار الخطر المهدد للمجتمعات الإنسانية من آفة المخدرات.
علينا أن نستفيد من التجارب الناجحة في مكافحة المخدرات والوقاية منها والاستفادة من الخبرات التراكمية لتحقيق أهداف عليا منشودة للوطن وتفعيل دور التعاون الدولي وإيجاد الحوافز اللازمة وتوفير المشافي اللازمة والتعرف على العوامل المؤدية إلى التعاطي والفئات المستهدفة لما في ذلك من أجر عظيم للتعاون على البر والتقوى، والله لا يضيع أجر من أحسن عملاً.
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
