Logo
صحيفة يومية تصدر عن مؤسسة المدينة للصحافة والنشر
أويس عبدالرحيم كنسارة

عن المشاعر: سألتهم فأخبروني

A A
•• في هذه الأجواء الباردة التي تعمّ أرجاء الوطن؛ أَجِد الحديث عن دِفء المشاعر حديثاً ذَا شغفٍ وشجون، لذا أروي لكم بعض ما قرأته، من استشهادات فلسفية، حول العاطفة والأُلفة والإيلاف. ألّف الله قلوبنا جميعاً.

•• سألت عن الغيرة فوجدت شكسبير يزعم أن المرأة العاقلة لا تغار، قيل له ولماذا؟.. قال: لأن الغيرة اعتراف بأن هناك امرأة أجمل منها!

•• سألتهم عن الحب غير المشروط، كيف هُوَ؟ فمثّلوا لي ببيت غنّاه الراحل طلال مداح -رحمه الله- (أحبك لو تحب غيري.. وتنساني وتبقى بعيد.. عشان قلبي بيتمنّى يشوفك كل لحظة سعيد!).

•• سألت عن خاطب الحُسن والجمال، رغم سوء الطباع، فوجدتُ الأديب فولتير مشفقاً عليه يقول: (مسكين زوجها.. أحب شعرها الطويل، فوجد لسانها أطول!).

•• تفكّرت في أجمل لفتات الحب، فلم أجد أفضل مما ذكره المستشرق جاري ميلر، حينما حكى عن رسولنا صلى الله عليه وسلم: يصعب العثور على من يقول: «لقد كنت خائفاً إلى درجة أني أسرعت إلى زوجتي»، محمد فعل ذلك يوم أن جاءه جبريل! لابد أنها كانت امرأة عظيمة.

•• تساءلت؛ لماذا يزهد المرء فيمن يُحبه، ويجري وراء من لا يلقي له بالاً، فوجدتُ شاعراً يُؤكِّد أنها فطرة بشرية، ويُنشد:

رأيت النفس تكره ما لديها وتطلب كل ممتنع عليها!

•• ذكرت سابقاً أن غاية العلاقة الزوجية ليس الحب ولا الغرام، ولكنها الرحمة والمودة، فما الفرق؟ وجدت د. مصطفى محمود يقول كلاماً بديعاً: الرحمة تحتوي على الحب بالضرورة.. والحب لا يشتمل على الرحمة، بل يكاد بالشهوة أن ينقلب عدواناً، والرحمة أعمق من الحب وأصفى وأطهر. والرحمة عاطفة إنسانية راقية مركبة، ففيها الحب، وفيها التضحية، وفيها إنكار الذات، وفيها التسامح، وفيها العطف، وفيها العفو، وفيها الكرم. وكلنا قادرون على الحب بحكم الجبلة البشرية. وقليل منَّا هم القادرون على الرحمة، وبين ألف حبيبة، هناك واحدة يمكن أن ترحم، والباقي طالبات هوى ونشوة.. ولذلك جاء كتاب الحكمة الأزلية الذي تنزَّل علينا من الحق، يُذكِّرنا عند الزواج بالمودة والسكن.. ولم يذكر كلمة واحدة عن الحب.

•• وأخيراً سألوني؛ عن الصدمات العاطفية، فقلت: ضحيتها الرجال! عاشت عبلة، وليلى، وبثينة، وجوليت، ومات عنتر، وقيس، وجميل، وروميو، فالنساء أقدر من الرجال على امتصاص الصدمات العاطفية!

***

•• بوح: طلبتني أن أتغزّل فيها بلغة قانونيّة؛ فقلت لها: كُلهم يخضعون للرقابة، إلا حبّكِ.. فهو عمل من أعمال السّيادة!

contact us
Nabd
App Store Play Store Huawei Store